في زفاف الأمس تشكرتُ الازمة الإقتصادية …بقلم زياد الشوفي
صدى وادي التيم – رئاسة التحرير
كتب : زياد الشوفي
يوم أمس دُعيتُ الى سهرة زفاف… وكمعظم سهرات الزفاف في هذا الوضع الاقتصادي الصعب، حاول العروسان اختصار التكلفة قدر الامكان والإستغناء عن برهجات تكلف الكثير، تثقل كاهل العروسين لفترة من الزمن، وتغرقهم بالديون، فتكون بداية حياتهم مثقلة بهموم تسديد أقساط ساعات.
يوم أمس أعتبره بداية جيدة لحياة شابين إتفقا على افتتاح حياتهما الزوجية بطريقة صحيحة.
زفاف الامس لا طاولات مستديرة ولا مربعة… ولا “فازات” من الورد يتمّ استئجارها ساعتين بعشرات الدولارات. زفاف الامس كان باحة واسعة تلفها الكراسي، جلس كلٌنا حيث يريد، لا أرقام ولا أحرف لاتينية ولا صف أول يتسمر فيه من يسمّون بوجهاء العشيرة في كل زفاف، حتى أضحت سهرات الاعراس متشابهة لا يتغير فيها سوى العروسين.
زفاف الامس طبيعي مئة في المئة… لا تصنع ولا مجاملات، لا ألعاب نارية ثمنها آلاف الدولارات، ولا العشرات من أنواع المازات وزجاجات الويسكي الفاخرة، كأننا نشرب نخب إغراق العروسين بقرض لا ينتهي قبل ثلاث سنوات…
زفاف الامس أعادنا إلى حياتنا الطبيعية وإلى حجمنا الحقيقي… لا بذخ ولا مزايدة ولا مظاهر …
في زفاف الامس كنت أتامل ذلك البريق المفعم بالفرح في عيون الحاضرين… فهم أتوا ليشاركوا العروسين فرحتهم، بكل صدق، لا ربطات عنق ثمينة ولا بذلات باهظة.. هم أتوا لأنهم يحبون العروسين ومن قلبهم يتمنون لهم السعادة والنسل السديد.
زفاف الامس أعادني سنواتٍ عديدة إلى الوراء… زمن الاعراس الجميلة والتواضع والبساطة…
في زفاف الامس فرحت كثيراً وتمنيت للعروسين من كل قلبي أيضاً العمر المديد سوياً وبالرفاه والبنين…
فهل يجب أن نشكر الازمة الاقتصادية التي أيقظتنا، وأعادت لنا حقيقتنا التي رميناها في سلة المهملات لسنوات واستبدلنها بنظام التقليد والمفاخرة ولو عن عجز …
شكراً للعروسين.