الوعي والإدراك… في مقابل اللغة الشيطانية

صدى وادي التيم – من الصحافة اللبنانية

ما حصل البارحة وقبله، مرفوض كلياً لا بل عمل هستيري ليس له علاقة بحراك او مطلب معيشي او ما شابه فهذا غير مقبول في ظل الظروف الراهنة، والقلة والعوز في مرحلة بات المواطن يستنجد الحلول من أية جهة كانت ولو على حساب كرامته في بعض الاحيان من مؤسسات دولية او محلية أو غيرها من المؤسسات التي أصبح مرتهناً لها، بسبب الفقر والحرمان والبطالة وصعود الدولار، مما دفع الناس للنزول الى الشارع من مختلف المناطق اللبنانية، للمطالبة بأبسط حقوقها وهي العيش الكريم وذلك من حقها، ولكن الصورة البشعة التي أدت الى الدمار والخراب وحرق الممتلكات الخاصة والعامة، ما هو الا مستوى متدنٍ أخلاقياً لا معيار له في قاموس الإنسانية. والمواجهات التي حدثت مع القوى الأمنية أمر مرفوض ويعطي مبرراً لعملية القمع والتصدي لتلك المشاغبات والأعمال التخريبية بالتالي ضياع البوصلة عن الهدف الاساسي المناط أصلا بالقوى الامنية والمؤسسة العسكرية. لأن ذلك سيكون على حساب الناس وجيوبها وبالتالي زيادة الضرائب التي ستثقل كاهلهم وسيكون عبئاً على المواطن نفسه.
ما يحصل ليس حلاً للأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية الراهنة. ولا بد الأخذ بعين الاعتبار لمطالب الناس المحقة، وفي المقابل العمل على إيجاد مخارج وحلول والاسراع في الإصلاحات على أيدي القيمين وأصحاب الكفاءة والاختصاص وبعيداً كل البعد عن المهاترات السياسية وغيرها من الدعوات التي تصب في خانة الشرذمة والتباعد ولا تنفع في أيا محاولة للخروج من الازمة الاقتصادية الراهنة.
مرحلة صعبة ودقيقة تتطلب الالتفاف حول بعضهم بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم الحزبية والطائفية التماسك والتكاتف بعيداً كل البعد عن الغوغائية والابتعاد عن الصرخات المذهبية والطائفية التي أدت الى ما أدت اليه في الاسبوع المنصرم والتي كادت أن تعيد للذاكرة الحرب الاهلية أو الى شارع مقابل شارع. وعدم الإفساح في المجال الى تنفيذ أجندات مليئة بالمخططات والمشاريع التي تستعمل على اختلاف انواعها في كل مرة في محاولة لانصياع البعض والوصول الى مآرب باتت معروفة الأهداف.

 نعمت حيصون – مركز بيروت للأخبار

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى