كفاكم تضليلاً للحقيقة بقلم سارة ابو حمدان
سارة ابو حمدان
كفاكم تضليلاً للحقيقة
اهتمت كل الافكار والعقائد الانسانية بالانسان، باعتباره نواة هذه الارض. اذ ان الانسان المصان يساهم في بث كل اشكال الحياة، على عكس الذي تهدر كرامته فلا يجد سوى الاقتتال والمشاكل والعنف ، ارضا خصبة تحتويه
ان حقوق الانسان ليست وليدة هذه اللحظة، بل هي نتيجة مسيرة انسانية نضالية طويلة، استطاعت ان تكرم الانسان وتحترمه لكونه انسان ، بغض النظر عن كل الاختلافات الموجودة، ان كانت عرقية ،دينية ، فئوية… لذلك ان التقدم في مجتمع معين يتطلب منا المحافظة على الانسان وعدم السماح بالمس بقدسية كرامته وحقوقه.
من هنا، نرى في هذه المجال تقصيرا في اعطاء المراة حقوقها والمساواة بينها وبين الرجل. فنحن نريدها مساواة على مستوى الانسان كون الجنس لا يمكنه ان يكون ميزة لسيطرة الاخر وسلب المراة معظم حقوقها.
تعاملوا مع المراة على انها انسان، ليس على انها ذلك المخلوق الضعيف اللذي يسَيطر عليه. فهي من انجبت الرجال وربت الصغار والكبار، علمت اجيال وكرمتهم، تعبت ، سهرت ، عانت ، ناضلت ولا تزال.
امام هذه المرحلة وقبيل الانتخابات ، امام قانون جديد وامام فرص اتيحت اكثر للنساء ، تتراءى امامنا كل هذه الافكار. نريد في المجلس نساء تتكلم بغضب المعنفات، بمرارة ام منعت من رؤية اطفالها، بتمرد امراة مغتصبة جسديا ونفسيا، نريد نساء تتكلم بلغة انثى جبارة تحمل في قلبها كل اشكال اليأس ولا ترى سوى بسمتها.
نريد في المجلس نساء قويات رائدات، لايماننا بحقهن بالانغماس في العمل السياسي ، لايماننا بالدور التشريعي ، لايماننا بالدور الريادي الذي يجب ان يقمن به. فكفاكم تظليلا للحقيقة، وكونوا على يقين انهن على على عرش الانسانية تاج.
كفاكم تظليلا للحقيقة ! وتشويها للمراة بعنصريتكم وافكاركم البالية المنبثقة من العادات والتقاليد التي تقبض على معاني الانسانية وتحجمها بحجة العار والحرام. كفاكم ايهانة لها تستمدوها من تربية خاطئة تشهرونها في وجه كل صوت قوي يؤمن بضروروة المساواة.
المعنفات ، الضعيفات ، المستسلمات وكل امراة ضعيفة تحتاج لصوت يفوق ضعفها ويدفعها نحو الحرية نحو الايمان بشخصها وثقتها بنفسها. تحتاج كل صوت يدفعا الى ان تمارس انوثتها القوية الجريئة من دون اي اشكال القمع ، الهيمنة والسيطرة.