ثلاثون عاماً… قتلتم أحلامنا…نهبتم البلد… سرقتم أرواحنا… والآن تقتطعون من جثثنا… بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم
باتت حبة القمح مهددة وليس الرغيف وحده… وكل قطرة مازوت تحترق قهراً وهي تغادر قسراً حدود لبنان كلقيطة… عبر معبر لقيط…الليرة التي وعدتم بعودتها… تبكي لوحدها في الزاوية… والدولار حاقد علينا… يكسر في النهار الواحد جدار الصوت مرتين…الدولار مسيس ومغمور بعنجهيتكم واصراركم على إفقار الشعب، أنتم حماة المتلاعبين بالدولار وأنتم تتاجرون ليس فقط بالدولار بل بودائع وجنى عمر اللبنانيين، وفي كل مرة ألف ليرة زيادة… ألفا ليرة زيادة… وتدور الدنيا بالمواطن المذلول العاطل عن العمل… وتدور الدنيا بأب مقهور لم يعد يرى اولاده على مقاعد الدراسة…كنتم تلومون الثورة، والآن تحاولون إرهابنا بالفتنة، ولكن شتان ما بين ١٧ تشرين والبارحة، فالدراجات النارية التي قاومت الثورة في بدايتها عادت البارحة وانضمت إليها،انتهى المشكل السني – الشيعي فجأة، أو أنكم تخبئون لنا أرنباً يخرج من القبعة…في ال٩٢ ارتكزت اللعبة على إسقاط حكومة الرئيس كرامي، فهل يا تُرى لعبة اليوم ترتكز على إسقاط رياض سلامة في الشارع… ما هذه الوحدة الوطنية والإحساس الوطني المستجدان في شوارع البارحة، أم أنكم ارتحتم لإنتخاب نواب حاكم مصرف لبنان فأصبح الأخير الحلقة الأضعف وتريدون إسقاطه في الشارع؟ هل تعمدتم رفع سقف الدولار بشكل جنوني لامس السبعة آلاف ليرة لكي تخضعون الشعب فيرضى بسقف الأربعة آلاف؟ ما حصل البارحة في الشارع ثمنه ليس مخفياً ولن يدفعه سوى الشعب اللبناني، طبعاً لسنا في معرض الدفاع عن حاكم مصرف لبنان، لكن إضعاف الليرة والتلاعب بمصير البشر نرفضه رفضاً قاطعاً… قتلتم أحلامنا… جدران منازلنا المرهونة باتت تخنقنا… لم يعد البلد متعثراً فحسب بل سيبدأ بلفظ الشعب خارجه… جميعكم شركاء في منظومة لصوصية فشلت في إدارة العصابة والآن إما تتلاطمون وتلقون التهم على بعضكم البعض… ألف لجنة نيابية ولجنة ولا نتيجة…ألف اجتماع وزاري واجتماع، ومكاننا نراوح، تقولون البلد غير مفلس… لكن أنتم مفلسون، نعم، أنتم مفلسون، أرقامكم هي أرقام عجزكم، ولم تتركوا لكم صديقاً لا من قريب ولا من بعيد.تتمسكون ببعض بشكل وقح، جميعكم، ملفات فسادكم تعفنت في أدراج القضاة ولم يظهر الفاسد… وحتى كبش المحرقة عاد إلى عمله وكأن شيئاً لم يكن… أين هو الفاسد؟ الفاسد هو شخصية وهمية وُجدت كي تتلطوا خلفها وتختبئون من عار استهتاركم بأجمل بلدٍ في الدنيا.أين هم حيتان المال؟ حيتان المال هي صيغة بلاغية تمثلكم وتستعينون بها كي لا تظهر اسماؤكم، فلا حيتان أكبر منكم، وهذه المرة، جميعكم يعني جميعكم، لم تعد تليق بكم تسمية أحزاب السلطة، يليق بكم إسم أحزاب العار والضحك على الشعب…نعم،تتمسكون ببعضكم ولا تقبلون أن ينزل أحدكم عن كرسيه… لأنكم في خندق شؤم واحد، تتهافتون الآن للجلوس في أحضان ذلك الصندوق، صندوق العجائب بالنسبة لكم، ولو بقروش لكن تريدونه بشدة كي يستمر النهب، جنى عمر اللبنانيين عالق في مصارف منظومتكم، تطبقون على أموال الناس كي تعوموا، تطبقون على أرواح اللبنانيين كي تعيدوا إحياء سلطتكم البتراء… جميعكم لصوص…جميعكم تجار الهيكل…
لا كهرباء ولا ماء ولا اقتصاد ولا معيشة، ومئة ألف لا ولكن دين عام عنيد…انجازكم الوحيد هو أنكم جعلتم الأرزة تحني رأسها خجلاً من كثرة الدين،قضيتم علينا ولم يعد لدينا سوى جثثنا لتقتطعوا منها، فإن كان لبنان يحيا على جثثنا فليكن، نفتدي لبنان، ولكن إن كان لأجلكم يا جهابذة الإخفاقات والفشل المتكرر، فاذهبوا إلى مزابل التاريخ، والتاريخ لن يذكركم حتى… ثلاثون عاماً… فشلتم وحان الوقت… لرحيلكم.
ميشال جبور