أنا لا أسعل… أنا أكح…
في ما مضى كنا نقول درهم وقاية ولا قنطار علاج… كان ذلك في ما مضى، يوم كان هنالك رجال على الأرض أقدامهم تزلزل وترعب كل بلاء وكل مصيبة، كانت الدولة كلها تواجه أية آفة أو وباء على أرض الواقع باستنفار تام ومترابط… أما اليوم، فندفن وجهنا في التراب أشرف لنا.
مستشفى حكومي غير مؤهل ومعظم موظفيه ومداوميه لم يقبضوا منذ سنوات وعليهم أن يحاربوا بقلّة موتهم موت الكورونا.
قلنا في البدء أن هنالك استخفاف غبي بالكورونا لم يصدقنا أحد… طائرة قادمة من قمْ الإيرانية تم إدخالها بطريقة ساذجة بالرغم من توافر كل المعلومات عنها…أكثر من ١٤٦ راكباً… غباء ما بعده غباء وإهمال لحقيقة طبية، .
ضياع كامل في مؤتمرات صحافية عقيمة لا تفيد، ومحاولات للتخفيف من وطأة فيروس قاتل ينتشر بسرعة الثواني في دولة اقتصادها وكيانها ميت سريرياً…هشاشة لدرجة أن وزارة الصحة بدأت تستعين شمالاً ويميناً بمن لديه معلومات ويعرف شيئاً، دولة مستشفياتها الحكومية غير مجهزة حتى بعدد أسرة كافٍ لكي تواجه الكريب والإنفلونزا فكيف الكورونا، أما المستشفيات الخاصة، أشرف للمواطن أن يموت لأن الكورونا أخف من فاتورتها وذلك في ظل غياب أية مبادرات حقيقية من المستشفيات الخاصة… اذاً نحن معاقون أمام الكورونا.
قد يظن البعض أننا نزيد الأمور لكننا نقول ونسأل لماذا تقفلون المدارس لو فعلاً عدد المصابين بالكورونا قليل كما تدعون… ولماذا ترتعد فرائص المسؤولين كلما سألهم أحد عن الإجراءات الوقائية وكيفية مواجهة الدولة لهذه المصيبة…الحل ليس فقط في اجتماعات لا طائل منها، والحل بالتأكيد ليس فقط عند وزير الصحة ووزير التربية، الحل يكون باستنهاض كل القدرات البشرية والعقلية واتخاذ القرار الصارم في استيراد كل ما يحتاجه لبنان من أجهزة تنفس ومواد طبية بأكبر كميات ممكنة وفتح كل الإعتمادات المطلوبة مادياً ومعنوياً لمواجهة الكورونا اليوم قبل غد…كل طبيب وكل عالم وكل أجهزة وكوادر الدولة الوزارية والنيابية يجب أن تكون مستنفرة في حالة طوارئ شاملة على صعيد الوطن لدرء الخطر عن الصغار والكبار، كل ما يحتاجه لبنان لمواجهة هذا الوباء يجب أن يكون مؤمناً لكي لا يستفحل المرض الوبائي على أرضنا، يجب أن تخوضوا الحرب ضد الكورونا بأعلى مستويات الخبرة والدقة في التصدي له، بالتكافل والتضامن تستطيعون أن تحموا شعبكم وأهم شيء بالصدق والشفافية وليس بالتعتيم وأنتم في عتمة بسبب جهلكم لأبعاد أغلاطكم… المصيبة أنكم عاجزون، عاجزون عن حماية الشعب من أزمة مالية وأعجز من أن تحموه من الكورونا… والنفاق على منابر الإعلام لا يمكنه أن يخفي حقيقة أنكم لم تمارسوا الوقاية منذ أول لحظة بالرغم من معرفتكم لحجم المشكلة… جريمتكم موصوفة يا سذج الوزارات، البلد لا يدار بمؤتمرات إعلامية وعلى التويتر… المصابون بالكورونا أنتم أدخلتموهم لأنكم ارتضيتم الخنوع كعادتكم،وأجوائنا ما زالت مفتوحة أمام كل بلد موبؤ من ايطاليا وصولاً إلى إيران، هذه خيانة لوطن الأرز وخيانة لشعب يرزح تحت أزمة مالية واجتماعية والآن صحية والأسوأ من ذلك انكم السبب في ذلك بسبب استخفافكم المتعمد واستهزائكم بأرواح البشر، هذا البلد الجميل والوطن المقدس وأنتم الذين تدنسونه بقرفكم المقيت…هذا المرض لن يفرق بين هذا أو ذاك يا حضرات المسؤولين، الدولار يفرّق بيننا وبينكم وربما لا داعي للهلع، أما مع هذا الوباء القاتل لا تفرقة، وهو قد سبب لكم الهلع، فلتتعاملوا معه بأقصى ما لديكم من جهود لكي لا تزيدوا أعباء الشعب المالية وعليها الصحية…
وعندما تسعل يا حضرة المسؤول لا تراوغ وتقول أمام الإعلام أنك تكح…
ميشال جبور