جناح الأمل …. بقلم فرح نصر

في زمنٍ يخاف من قبلة المعتاد ومن مصافحة المألوف

قُدِّر لنا أن نعانق المجهول عن بعد بعناق بنكهة الخيال

قُدِّر لنا أن نستريح على أيادي الخوف كي لا تغتالنا

فإن العدو القريب أرحم من البعيد

فصادقنا الخوف وتقمصت روح المحاربين في أجسادنا الضعيفة

وأكلنا من فتات جروح الأرض فبات بيننا خبز وملح

قُدِّر لنا جميعنا بكل ما نحمله من أنفاس ومشاعر

بكل ما نحمله من ماضٍ وحاضر

أن نستمع عمداً وليس سهواً لأنين الأرض الموجع

فتغيرت نظراتنا المتكبّرة ذات اللون الأناني

وأصبحت بلون رمادي واحد لا يحمل انتماءً أو هوية

واستوقفت الليالي الثائرة نغماتنا الصافية

وأثقل سقم الأرض جناح الأمل

ذلك الجناح المبني من عظام وجودنا الصلبة

فأصبح مخدراً بأنين المرضى وجرعات الحزن الموجعة

ومكبلاً بأرقام الضحايا

لكن في حضرة الأمل لا هيبة ولا سلطة لليأس

فإنه عنيد ولا يساوم على موته أبداً

فموته يعني انطفاء البدر في قلوبنا

وانتحار الإيمان من جبروت حبنا للدنيا

تلك الليالي الكئيبة بقدر ظلام حزننا

جاءت كالسيف تقطع لتبني

جاءت لكي تقطعنا من رحم صراعاتنا البالية وأولوياتنا المزيفة

جاءت كي تغتسلنا بمياه الندم الشافية

فتزول قشورنا المذهبة والمرصعة بأحجار الأنا

نتوه في مدارك الحاضر علّنا نجد الدليل

فنغرق في ثغرات جهلنا وتقديرنا للوقت والزمان

لكن في كل مرة نقابل الغرق

ثمة أمير وسيم بمقدار شجاعته

يأتي لإنقاذنا

ذلك الأمير هو جناح الأمل.