ألم يحن الوقت لكي تردوا… للأرملة فلسها ..بقلم ميشال جبور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم

كل ما أراده وزير التربية هو حماية صحة التلامذة من خطر مميت، فقام بما فعله ايضاً وزراء سابقون وبما أن خطر الكورونا ما زال يحدق بنا أعلن انتهاء العام الدراسي الذي كان سينتهي أيضاً في أواسط حزيران، فاغتاظ البعض ممن يمثلون الكنيسة المارونية والمدارس الكاثوليكية.
هل المطلوب هو التضحية بصحة الطلاب والتلامذة فقط لكي نضغط على الأهالي ونجبرهم على الدفع وهم الذين باتوا على شفير الجوع.نقول اليوم لممثلي الكنيسة المارونية والمدارس الكاثوليكية،أين أنتم اليوم من البطريرك الياس الحويك وأنطون عريضة، أين أنتم من تلك القامة من رجال الدين الذين افتدوا الشعب بأموال الكنيسة، البطريرك عريضة ضحّى بصليبه لإطعام الجياع، افتحوا نوافذ سياراتكم الفارهة وانظروا قليلاً حولكم، انظروا إلى رعاياكم وشعبكم.
أين ذهبت كل الأرباح التي جنتها مدارسكم، أين هي أملاككم ومشاعاتكم، أين هي الرسالة التي من أجلها لبستم ثوب المسيح.
ما نعيشه اليوم هو أقسى من الحرب، في الحرب كان هنالك انهيار للأبنية أما الآن فالإنسان ينهار تماماً كما ليرته واقتصاده وحياته، وأين أنتم وأين دوركم، منذ أيام الحرب العالمية الأولى ولم تأخذوا بعدها دوركم الحقيقي، بل التفتم إلى ملء الجيوب وإغداق العطايا والأموال على أقربائكم والمقربين منكم، وكل ما بنيتم كان من جيوب المسيحيين الذين تبرعوا حباً بالرسالة وايماناً بالمسيح وتضحياته، أما اليوم أين أنتم من إطعام الجموع ومساعدة المحتاج، ألا تستطيعون أن تتحملوا قليلاً مع ابناء الكنيسة، هذا فعلاً مخجل، تهديدكم ووعيدكم مخجل وعار عليكم أن تهددوا الأهالي والطلاب وأن تتخلوا عن المعلمين، هذا ليس من الأخلاق الكاثوليكية وليس من تربيتنا.
إنزلوا قليلاً عن عروشكم، فليس المطلوب أن تتخلوا عن أملاككم التي صنعتموها من تبرعات المخيرين على الكنيسة، لا نطلب منكم أن تسحبوا من أموالكم الطائلة في حساباتكم المصرفية ولا أن تعيدوا كل ما جيرتم من ثروات لدائرة المقربين منكم، بل نطلب منكم اليوم أن ترحمونا قليلاً، إرحموا رعاياكم وشعبكم قليلاً، فما الذي سيصيبكم إن تنازلتم عن أقساط السنة الدراسية وتحملتم بعض الأعباء مع رعيتكم، أليس من الأفضل أن تحافظوا بدل أن تخسروهم بهجرة ظالمة، وربما ظلم الهجرة أعدل منكم، الناس جاعت، والوضع المعيشي على قاب قوسين من الإنفجار وأنتم ما زلتم عند كل مفترق طرق تفترقون عن المسيحيين المناضلين في وطن الرسالة، يخجل منكم وطن الرسالة اليوم، أنسيتم البابا يوحنا بولس الثاني الذي رأى في لبنان وطن الرسالة، ألم تفهوا العبرة من تبرع البابا فرنسيس الأسبوع الماضي بمائتي ألف دولار كمنح تعليمية للبنان، الواضح أنكم لم تفهموا الرسالة.
اليوم وأكثر من أي يوم، شعبكم ورعايكم باتوا بخانة الأرملة ولا سند ولا معيل، فألم يحن الوقت لكي تردوا للأرملة فلسها؟

 

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى