مغارة علي بابا ولكن…عدد الحرامية غير معروف بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
بات من المستغرب بل من المستهجن هذا التعاطي مع عقول الناس بهذا الإستخفاف خاصةً من ناحية الأرقام التي تبثها وزارة المال كل حين وآخر والأرقام الغامضة التي يلقيها مصرف لبنان أمام الشعب اللبناني المثقل كاهله بفعل تآكل قيمة الليرة،فلا يجد المرء سوى مصاريف وصرف وأوامر بالصرف، فالمشهد تسوده شكاوى المصروف وأعذار عجز وزارة المال عن تأمين المصاريف وعجز مصرف لبنان عن تأمين الإعتمادات ولكن، لا أحد يحدثنا عن المداخيل، ألا تملك هذه الدولة مداخيل؟
ملف الهدر والفساد فُتح كي يبقى في الدرج وملف الأملاك البحرية كذلك، أما عن الضرائب والجباية فحدث ولا حرج، الضرائب ابتدءاً من تنكة البنزين والمعاينة الميكانيكية وصولاً إلى الخلوي وغيرها من الضرائب التي تكلفنا بها الدولة فتعود بنا بالكلام عن كلفة هذا وذاك على الخزينة، أيعقل أن وزارة المال ومصرف لبنان لا يملكان مداخيل وإن كان هنالك أزمة جائحة كورونا التي فرضت تمديد بعض المهل لكن نسأل أين هي المداخيل السابقة؟
فلتكشف لنا وزارة المال عن أرقام المداخيل كي نقتنع بأرقام المصاريف وإلا فإن كل ما تبثه هذه المؤسسات لا يجدي نفعاً ولا يتعدى عتبة الكذب والنفاق وممارسة ألالاعيب على المواطن بغية إقناعه بأن الدولة مكبلة فيما هنالك جهات رسمية تعمد إلى تهريب الأموال والمحروقات والدواء وما شاكل ذلك.
أما عن البطاقة التمويلية المزمعة، نقول للوزير غازي وزني ولكل معني بهذه البطاقة بدءاً من وزارة المال وصولاً إلى مصرف لبنان،حري بكم أن تمولوا هذه البطاقة من عائدات ومداخيل الضرائب وليس من أموال المودعين المحتجزة عبر نظام مصرفي جائر أنتم طورتموه، مع اليقين بأن هذه البطاقة وإن برزت إلى حيز الوجود، لن تكون سوى للإستغلال السياسي والرشوة الإنتخابية والشعبوية وهي لن تطال سوى فئة من المجتمع كلنا نعرفها، فئة لا تدفع ضرائبها ولكنها المستفيد الأول من قراراتكم، فئة تعمل بمقولة ما هو لنا يكون لنا وما هو للناس هو أيضاً لنا، وهذه الفئة هي نفسها التي تحرق الإطارات وتغلق طريق المطار كلما أقرت الدولة حزمة مساعدات فلا تبقي شيئاً لغيرها، وعلى ما يبدو، نحن في مغارة علي بابا ولكن عدد الحرامية غير معروف.
ميشال جبور