الاول من أيار لم يعد لكم ….. فهم سرقوه ونهبوه منذ زمن : بقلم زياد الشوفي

صدى وادي التيم – رأي رئاسة التحرير

كتب زياد الشوفي

ملايين العمال حول العالم ينتظرون كل عام الاول من أيار المتعارف عليه بأنه عيد العمال …
إنه يوم في السنة يتكاتف فيه العمال ولو نظرياً للتعبير عن تطلعاتهم وطموحاتهم علهم يستحصلون على حق إضافي من أرباب العمل
ومن القوانين التي تسنها الحكومات لتحفظ حقوقهم المهدورة.
إنه يوم تختلف فيه لغات اليافطات والشعارات ولكن جميعها تصب في خانة “كرامة العامل أهم من قوته”
لكن المشهد في لبنان يختلف كلياً عن باقي أصقاع الأرض … هنا العامل مشرذم بين نقابة متآمرة أو نقابة محقة
فلا يفقه ما العمل … فحقه مهدور إن انتسب او لا …. وحقه مأكول من جميع الجهات …
فلا النقابات ساعدت في تحصيل حقوقه ولا الدولة أعطته غير وعود وأحلام ملونة تنتهي مدة ألوانها عند الصباح الباكر موعد الذهاب الى العمل ثانية.
حكومات على مدار السنين إهتمت بكامل التفاصيل .. الا بكم .. كنتم آخر اهتماماتها … وكنتم بعيدين جداً عن آخر درجة في سلم الاهتمامات …. خطابات رنانة يطرب لها الطير ولا يفهما العامل .. ووعود معسولة تطغى على عسل النحل وأنتم لا تشعرون بحلاوتها
لأنها لم تكن سوى مسكنات لأوجاعكم … ومسكنات من النوع الرخيص غير المستعمل في العيادات والمستشفيات
لأنها لا يناسبها أن تتحسن ظروفكم ولا أن تشعروا بالاكتفاء ولا بالراحة فتخرجون من القطيع وهذا ما لا يناسبها
فللقطيع عدد ملزم … لا يجب أن يقلّ عن العدد المسموح …. فالراعي من دون رعية وما نفعه ..
عيدكم حولوه الى حلم ربما يتحقق ربما لا .. كجائزة اللوتو تأتي مرة واحدة اذا كنتم من القلة المحظوظين
عيدكم جعلوه حرقة وغصة ظاهرة في عيونكم … ولا يمكنكم إخفاؤها عن أطفالكم
جوعوكم … شردوكم .. بهدلوكم … قتلوكم … لكي تنسوا العيد …. وإن تذكرتموه فلا لذه فيه ولا فرحة
لأنهم صادروا عيدكم …فهم منذ زمن سرقوه ونهبوه