13 نيسان لتكن هذه الذكرى ، ثورة من أجل الحياة … بقلم سارة أبو حمدان
الصورة : لمصور رويترز الشهيد خليل دهيني
١٣ نيسان ، ذكرى بداية الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت ١٥ عاماً وأدّت الى خسارة ١٥٠ ألف قتيل. هذه الحرب عُرفت بأنّها “حرب الآخرين على أرض لبنان” .
٤٥ سنة مرّت ذكرى كذبة عدم التعايش والاختلاف والكراهية والعنف. أقنعوا الشعب حينها ، أن صيغة التساوي والعيش المشترك لعبة لإلغاء الآخر ونجحوا. حمّلت هذه السنوات جيل الحرب ، نقمةً على الآخر ومشاهدَ حربٍ تنسف فيها؛ امكانية تقبله لأخيه الإنسان في وطن يجمع كل المفارقات.
نعم، هذه ل ٤٥ سنة، كانت ذكرى التفرقة والقتل والدم، التي اغتالت وطنية قومٍ ! فانتشر وباء “الكراهية” وحصد الكثير من النفوس.
سمح هذا المرض ، بسقوط العديد من الأشخاص، تشرد الكثير من العائلات ، المزيد من اليتامى والمشردين ، ناهيك عن المفقودين .
واليوم نحنا في حرب، ليست عسكرية لا بل وجودية! هي التي لم نفرضها نحن ولم ننقسم فيها الى محاور ، بل أمسينا في نفس الخندق. هذا الوباء المنتشر اليوم ، يضرب المسلم والمسيحي ولا يفرق بين كل الطوائف ، نعم انه وباء حقير ولكنّه ليش أحقر من وباء “الكراهية” .
أقول اليوم إن الحرب الأهلية ليست حرباً وجودياً، بل كذبة لبسها الشعب وقاتل عن غيره وتصارع داخليّاً. أيعقل أن يكون الوباء الذي صنعه الانسان أشد خطرا من وباء لا ذنب فيه، يدق كل بيت اليوم ويثير الخوف؟؟
أيعقل ان نبقى قبائلاً وعشائراً نتعامل بحذر مع الآخر؟ أيعقل أننا لم نتعلم من التاريخ؟ أن نضع أهدافا تخدم مصالحنا وجماعتنا وأقربائنا وننسى الحلقة الأكبر؟ ننسى الوطن؟ أيعقل أن كل الألم الذي مضى ونحن لا نخاف العودة اليه؟
لتكن هذه الذكرى جرس إنذار لكل نفس ضعيفة وحاقدة ، لكل لبناني متعصب لنفسه ناسيا وطنه، لتكن هذه الذكرى ولادة التحرر فينا والتفلت من الماضي البشع لأن كل ما حدث ويحدث يؤكد لنا أن الخيمة التي نتفيا بظلها هي الوطن بكل ما فيه.
لتكن هذه الذكرى، موت للعبودية والإنصياع وإحياء للسلام والتآخي والعيش المشترك الذي ما كان في السابق ؛ الا كذبة اليوم علينا اعلانها حقيقة .
لتكن هذه الذكرى ، ثورة من أجل الحياة.
بقلم: سارة ابو حمدان