ضربني الحاكم… وسبقني للمحكمة… واشتكى… بقلم ميشال جبور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم

 

خرج رياض، بسلامة، وكأنه يوماً لم يكن حاكماً لمصرف، وعلى مدى ثلاثة عقود، لم يحمل لقب حاكم المصرف المركزي، بل خرج كمن يحتسي القهوة يراقب ما يجري على مدى ثلاثين عاماً، وغسل يديه، وكأن يداه لم تحمل يوماً وتوقع هندسات مالية وتعميمات وأرقام وقطع حساب وهلم جرّ…
إلى الأمس القريب،وهذا ما يستفز عقولنا، كانت الليرة بألف خير وكان لدينا “مونة” من النقد الوطني والعملات الأجنبية ما يكفي وفجأة فُقد الدولار وتوقفت كل العجلات الإقتصادية والمالية.
ولهذا تُحاكم اليوم يا رياض، تُحاكم بسبب كلامك أمام الناس، فوجهك المشدود وكرافاتتك المعقودة التي وثقت بها الناس، خدعتهم. صحيحٌ أنك رددت بالأرقام، وهنالك فعلاً فجوة، ولكن هل يعقل أن مهندس مالية لبنان وسيد بلاط المصرف المركزي لم يتنبه إلى ما يجري؟
غير أن المشكلة الحقيقية ليست بالأرقام وقد قلناها من قبل، المشكلة هي في إدارتك للأمور والعقلية المالية التي تخدم كل شيء إلا مالية الوطن والمواطن، فلماذا الإقتصاد “مدولر” ،ولماذا رضيت ببقاء الفوائد مرتفعة، أنت الذي قلت أنها تعتبر مؤشرات سلبية.
تقول أن المصرف المركزي يمول الدولة، وحتى أنه وزع أرباحاً عليها، تقول أنه تدخل لتمكين الليرة اللبنانية ولدعم استقرارها،أليس هذا هو واجب المصرف المركزي وواجبك، وأين أنت من واجبك اليوم؟
لقد ربطت بين تأمين تمويل للكهرباء والمعاشات والخدمات وبين المؤتمرات الدولية، فإن سلمنا جدلاً أن كل ذلك لم يصب في خانة الإستفادة لماذا لم تنتفض عندها، لماذا لم تصارح الناس عندها، إن كان هنالك إنفاق شائب وغير صحي لماذا لم تصحو أخلاقك المهنية عندها أو على الأقل مشاعرك الإنسانية تجاه القدرة الشرائية للمواطن، هل تفقدت معاشك يا سيد رياض…
نعتقد أن لب المشكلة يكمن بين السطور، فالذي يشعر مع الناس ومع وطنه، لا يغسل يديه مما كان شريكاً اساسياً فيه، إن كنت لا تريد أن يرميك أحد بتهم فلا ترمي بلاك أنت على الغير.
ما تفضلت به اليوم هو براءة ذمة من براءة كانت لتعطى لك لو أنك اعترفت بخطأك الجسيم لأنك انضممت إلى عصابة كشريكٍ أساسي، وعلى مدى ٣٠ عاماً كنت الرأس المدبر، ولربما في خطابك الخنوع الذي أطليت به نجد الكثير من فجواتك المالية التي حاولت جاهداً اخفاءها غير أن الضغط الهائل جعلك تضيع حتى بأرقامك وفروقات الأرقام فبين ما لديك وما عليك فرق يصل إلى عتبة الخمسين مليار دولار فماذا دهاك، إما أن تعود عن خيانتك التي كان لها الأثر المدمر على البنية المالية التي انهارت وإما إلى المحاكمة حيث لن ينفع أن تضرب، فتسبق وتشتكي.
ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى