كنيسة الجلد….بقلم مريانا امين

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

 

الشاهدة على جلد وآلام السيد المسيح تشهد اليوم على آلام الشعب الفلسطيني؛ إنها كنيسة “الجلد” تحتضن بين حناياها حجارة تشبه الحجر المخبأ تحت سجادة الصلاة في المسجد الأقصى.
إنها الأماكن والأزمنة التي لا تمحى ذكرياتها. فكنيسة الجلد الواقعة في الحي الإسلامي في البلدة القديمة من القدس والتي تعد موقعا دينيا مهما كما أنها من أجمل الكنائس القديمة في التصميم، من حيث أبوابها الزجاجية الملونة ونوافذها الكبيرة الموضوعة في الجزء الخلفي من المذبح.أما النقوش القيمة والغنية

أهمها لوحة تاريخية توضح قصة “بيلاطس البنطي”وهو يحاكم السيد المسيح،كما أنها تحتوي على متحف مليء بالقطع الأثرية القيّمة.

في بداية هذا العام بدأ المستوطنون بتكثيف تعرضهم للأماكن المقدسة في فلسطين كالمسجد الأقصى الذي يتعرض لهجوم غير أخلاقي أمام أبوابه وفي ساحاته، ولم تسلم كنيسة الجلد من هكذا هجوم غير أنهم حاولوا حرقها بعد تحطيم بعض محتوياتها الأثرية.

هذه الكنيسة التي توثق حسب “الديانة المسيحية” محاكمة السيد المسيح أمام المحكمة الرومانية، سواء باتهامات سياسية او دينية.

فتعرّض هذه الكنيسة بالذات للتنكيل والتهديد بالحرق والتكسير أكبر دليل على أن عدونا ليس فقط عدو البشر بل عدو للحجر وللتاريخ وللانسانية.

كنائس وجوامع القدس باتت تعيش القلق الدائم من تزايد اعتداءات المتطرفين دون معاقبة ولا محاكمة ولا حتى إدانة دولية.
بعد الاعتداء القبيح عبّر العديد من رجال الدين والكهنة والمواطنين عن تذمرهم وغضبهم الشديد جراء هذه الحادثة النكراء التي هزت مشاعرهم الدينية.

أما بيان شرطة العدو من كل ذلك:” القبض على سائح أمريكي يشتبه في قيامه بتخريب وتحطيم تمثال في كنيسة بالبلدة القديمة بالقدس”
هذا البيان يشبه تماما بياناتها السابقة بعد كل مجزرة تهزّ القلوب حزنا.

مريانا أمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى