وها هي الحرب العالمية الثالثة تطل… جرثومياً

 

لا داعي للهلع… فلم يتبق وقت للهلع…منذ أقل من أسبوع ونحن نسمع ويتردد على الشاشات ووسائل التواصل الإجتماعي عبارة “لا داعي للهلع”، منذ يومين كنا في اللا داعي للهلع أما اليوم وفجأة اصبحنا في بلدٍ موبؤ، وانتقلنا من مرحلة النكران لنية في نفس يعقوب إلى مرحلة الإنكسار أمام وباء يتفشى بشكل أكبر بين الثانية والأخرى…
ويطالعك المسؤولون ويقولون لك “انتهى وقت الدلع”،وكأن الكورونا هي مجرد مغص معوي يصاب به الأطفال، هذه سذاجة واستخفاف بعقول الناس وأقل ما يقال فيها إنه تهرب من المسؤولية الوطنية، فمن قال لكم ومن أوعز لكم أيها المعنيين والمسؤولين أن تتدلعوا مع الكورونا، إن كنتم لا تعلمون ما هي أبعاد هذا المرض القاتل فهذه مصيبة، أما إن كنتم تعلمون وتتقصدون التعتيم فتلك مصيبة أكبر، لأن الدلع والدلال بأية مسؤولية له ثمن كبير، ولولا أنكم إرتبكتم لما عمدتم إلى إغلاق المدارس والجامعات… ما كان يجب أن تتدلعوا ولا حتى لكسر من الثانية وكان يجب أن تكونوا على قدر وعلى رأس مسؤولياتكم فأنتم تتعاملون مع وباء فيروسي من الطراز القاتل بصمت وكان يجب عليكم التحضير للتصدي له والوقاية ضده منذ اللحظة الأولى وقبل أكثر من عشرة أيام،إما ذلك وإما أنكم تتلاعبون بمصير المواطنين الذين ائتمنوكم على أموالهم فعجزتم عن مساعدتهم والآن تتلاعبون بحياتهم وأرواحهم أطفالاً كانوا أم كبار…
كان يجب أن تعمدوا إلى تعقيم المستشفيات وتجهيزها وضم كل الجهود لملء الفراغ الحاصل بحركة مكوكية وبالإشتراك مع كل الدول الصديقة وبغطاء عربي ودولي، فمستشفى رفيق الحريري لا يستطيع وحده أن يتحمل كل الضغط في حال استفحل المرض، كان الأجدر بكم تعقيم كل المستشفيات الحكومية لأن المستشفيات الخاصة غير قادرة على تحمل الضغط وغير مؤهلة… اذاً علينا بالمستشفيات الحكومية وتأهيلها لأن الأمر لم يعد في خانة اللاداعي للهلع!
الكورونا ليست بنزهة والحجر الصحي الذي سيُفرض على المصابين ليس جلسةً في منتجع يقدم لك الأوكسجين كلما… كححت.
ماذا عن السجون، هل فكرتم بها؟، كان يجب بدء العملية الوقائية منذ أول لحظة لكي يتسنى الوقت كي تتصدوا وتحاربوا الوباء وتقدموا على احتواء مفاعيله.
وهنا في هذا الإطار نناشد دولة الإمارات الشقيقة أن تبادر إلى دعم حملات تعقيمية لكل السجون اللبنانية، فتعقيم الشوارع والأماكن العامة لوحده لن يكون كافياً، هذا الوباء هو عنوان الحرب العالمية الثالثة العريض، وما حدث قد حدث ونحن لسنا بوارد أن نلقي اللوم لمجرد اللوم بل نريد الدفع باتجاه الحل العلمي والناجع، والآن يجب العمل للحد من انتشار الوباء والسيطرة على حجم امتداده وتجهيز كل المستشفيات الحكومية بما يلزم واستنهاض كل الإمكانات المادية حتى لو اضطررنا للإستجداء كالشحاذين من جديد، ونشد على أيدي وزير الصحة وكل الكوادر المعنية بذل أقصى جهودهم لتفعيل محاربة الكورونا، فصحة أولادنا أهم من صورتنا أمام المجتمع الدولي، فالكثير من الدول الأوروبية يملك القدرة على مجابهة هذا الوباء أما نحن فما زلنا إلى الآن نختلف ونضيع البوصلة وأصبحنا على مشارف كارثة صحية إن لم نتحرك… كارثة مالية قد قبلنا بها ولم نفتح فاه لكن عندما يتعلق الأمر بصحة أولادنا فلا وألف لا…

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى