نبض الحياة‎‎ …بقلم لينا صياغة

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم:

إقترب  أحدهم من  رجلٍ  عجوزٍ   كان يراقبه لفترة يجلس كل يوم لساعات قرب ضفة النهر  متأملاً مياهه المتدفقة  ، ينعمُ  بهدوء و سكينة لا  يتخللها الاّ صوت خفيف  أوراق الشجر  و زغردة  العصافير ،  قطع عليه خلوته  ليسأله .

أراك كل يوم  تعيش كسابقه   لا تكل ولا تمل ّ ؟!

إلتفت إليه العجوز  مبتسماً ،  وقال بهدوء تام :”  الحكيم الفطين يعرف أن  كل يوم لا يشبه  اليوم الآخر ! ثم تابع

أنظر الى الماء كيف تجري وتنساب. فهذه الماء تتغير كل ثانية ليست هي نفسها بعد وقت قصير. تصبح بعيدة أميالاً !

أنظر للهواء كيف يحمل معه الفراشات وبعض أوراق الشجر ،  فليس هو نفسه مع كل نسمة تداعب وجوهنا وترحل لتحمل أثرنا بعيداً !

أنظر للأشجار  كيف يتغير حالها مع كل  نسمة   يتساقط منها اوراقا و يزورها كل دقيقة زائر منهم يقطف ثمرها.

ومنهم  يحط على أغصانها  فهي تتبدل  مع كل لحظة ليست هي نفس الحال ! يوماً تكون عارية وآخر كلسية ثم مزهرة  و يوماً مثمرة   ، حتى الأعشاب  يتغير حالها. ويتبدل في كل  لحظة  ، أنظر كيف تدوس الآلاف منها  تحت أقدامك  فمنذ قليل. كانت يافعة ..

أنظر لنفسك الآن كيف تغير حالك بعد سماعك جوابي  فمنذ قليل كنت تجهل حقيقة  أخبرتك بها !هكذا هي الحياة  كل متغيّر ثابت  ، التغيير  نعيشه كل ثانية  لكننا لا ننتبه  فإذا انتبهنا  عشنا يقظين وإن سهينا  متنا غافلين  ورحلنا دون تغيير أنفسنا  وصقلها من أدران تهلكنا .!

فأجابه الرجل : ” حقا  لقد غيرتني أيها الرجل الحكيم ،  كنت  تائهاً  فصفعتني  بحقيقة  ليتني عرفتها سابقاً ، وأزلت  غشاوة  عن عقلي عشت بها زمناً ” ، ثم و دّعه   و شكره  و منذ ذلك الحين   سلك  طريقاً مختلفاًمع كل خطوة. وكلمة ينطق بها. ونظرة  يرى حوله ونفس يستنشق به  ، ثم  ردد كلمته. كل متغير ثابت فالتغيير واجب  ضروري  لإستكمال دورة الحياة  النابضة  لأنه  نبض للإستمرار  و التكيّف  و التطور .

لينا صياغة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى