فاخوري بعفو… وتوبة خلف قضبان بقلم ميشال جبور

 

 

بلدٌ ضربه الوباء بعد أن ضربه الإهتراء في كيانه الإقتصادي والإجتماعي ومصارفه لا تؤجل فرصة للإنقضاض على رقاب الناس والمودعين.
سجون ممتلئة إلى فمها، فاقدة لأي مقومات النظافة والصحة ولا داعي للبراهين فالزوار خير شاهد والصور والفيديوهات على وسائل التواصل الإجتماعي لا يمكن دحضها، أقسى السجون في أكثر البلدان تخلفاً أفضل بعشرة مرات من سجوننا!
سجوننا تحتوي على ما يتجاوز السبعة آلاف سجين كلهم عرضة لالتقاط الكورونا وشغلنا الشاغل كيفية الالتفاف على الإنسانية والعقلانية لإخراج جزّار الخيام عامر الفاخوري، الذي على ما يبدو، يحق له ما لا يحق لغيره، وهنا نسأل، لما لا يتم اصدار العفو العام في ظل هذه الآفة التي ضربت لبنان بحيث يتم درء الخطر الصحي عن أولاد الناس الذين لا يحملون الدم على أيديهم ولم تتلطخ أيديهم بدم الجيش والذين طال بهم الإنتظار ربما أشهر وربما سنين لكي يحاكموا، أيحق التوبة لمن قتل الآلآف ولا يحق لمن أخطأ بصغيرة ودفع ثمنها انتظاراً لإخلاء سبيل وتعهد؟

نسأل السؤال، ألم يحن الوقت لبعض الإنسانية والعقلانية أو ما زلنا معتقلين في نكران نفوسنا للمرض الذي ضربها، ففقدناها وفقدنا انسانيتنا؟
نسأل السؤال، أين نحن من ذوي هؤلاء المساجين الذين إن ضربتهم الكورونا فسوف تتفتت قلوب آلاف الأمهات والآباء وسوف تتحول تلك الجريمة إلى جريمة دولة بحقهم، أم أن المطلوب هو ارضاء أميركا عبر تحقيق مطلب سفيرتها فنصبح رعاع أميركا وترضى عنا.
إن كان الهدف افتداء الوطن فلنفتديه بأبنائنا بعفو مشروط وبأضعاف الجزاء إن أقدم المعفو عنه على ارتكاب أي خطأ أو أية جنحة مجدداً، إن ما يحصل اليوم هو استهزاء بمشاعر الأمهات والأباء والأخوة والأخوات، هو نكران للإنسانية والعقلانية عبر تقديم ذبيحة للكورونا في سجون مهترئة بحاجة للتحديث والتطوير وإن بقيت الحال هكذا لن يكفي التمييز ولن تكفي بيانات الإستنكار، فلا يحق لعامر الفاخوري العفو وننتظر توبة أولادنا وراء القضبان ونتفرج على الكورونا تضربهم وتحرمهم المحاكمة العادلة.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى