آفات الزيتون التي تضرب الجنوب اللبناني “للباحث نديم ملاعب “
خاص صدى وادي التيم
آفات الزيتون التي يتم رصدها ومتابعتها من قبل فريق AgriHub Organic في العديد من المناطق الزراعة اللبنانية، بالامس كانت جولة ميدانية أخرى على بعض المناطق الجنوبية ومنها: تبنين، مارون الراس، عيترون، حولا، مركبا، كفركلا، برج الملوك و ابل السقي وتبين كما في الصور المرفقة أن الآفة الفطرية والحشرية كما حذرنا منها سابقا قد قضت على بعض الأشجار كليا ومنها جزئيا.
وفي اتصال مع الباحث في علوم الطبيعة نديم ملاعب أوضح أن هذه الآفة ضربت جميع المناطق مع اختلاف في نسب الضرر وايضا مع اختلاف أنواع العدوى من منطقة إلى أخرى. ويضيف السيد ملاعب أنه تم توثيق اكثر من افة؛ منها آفتان فطريتان وهي موطن بيئي وملاذ آمن لعدة امراض، واكثر من ٦ انواع من الآفات الحشرية ومنها القطنية. ويشدد ايضا على توصياته للمزارعين للابتعاد عن الرش العشوائي السام بدون دراسة دقيقة لان ثروتنا الزراعية والبيئية لم تعد تتحمل المجازفة، وأصبح هناك خلل واضح في التوازن الطبيعي. بالإضافة إلى أن الوقت لم يعد يتسع علينا لانقاذ ما تبقى من الأشجار السليمة. فلا الرش التقليدي ولا الرش الجوي يجدي نفعا في هذا الوقت. يجب وضع خطة إرشاد وتوعية صحيحة ومراقبة منظمة لكي نستطيع أن نقوم بابعاد الأمراض ونحافظ على صحة الأشجار والنباتات وتقوية مناعتها. ويضيف، نحن حذرنا من حوالي ثلاث سنوات من حشرة الصبار واليوم نحذر من انتشار مرض الزيتون الذي بدوره بدأ يسبب كارثة في الثروة الزراعية وما يلحقها من ضرر كبير على جودة المحاصيل المتبقية. وينبه السيد ملاعب ايضا انه يجب البحث بجدية وعمل خطة فعالة شاملة مع المعنيين، كما حصل بيننا وبين العديد من المزارعين على صعيد فردي لتوقيف انتشار الأمراض والقضاء عليها وان نجعل من الطبيعة بيئه غير حاضنة للأمراض. وعلما اننا نلفت الإنتباه وننذر أن الحشرة الصيفية Xylella fastidiosa pathogen التي تظهر ابتدأ من 20 /6 من كل سنة، لها ضررها الخاص على الأشجار والمحاصيل عنوة عن الآفات الأخرى. وهذه الحشرة المُمْرضة لا يقتصر ضررها على الزيتون بل على العنب، والكرز، والافوكادو، وغيرها من اشجار الفاكهه وسوف نخصص حلقة إرشاد خاصة لهذا الغرض.
ولا بد من لفت الإنتباه يقول السيد ملاعب، إلى أن الضرر من الرش المفرط للسموم لم يلقي فقط نتائجه السلبية السيئه على الأشجار والنباتات وانواع المزروعات، بل اتى بالضرر على النحل والحشرات النافعة ايضا. وفي بعض المراجع يذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة ” بأن النحلة تشارك في تلقيح مئة وسبعين ألف من أنواع المزروعات والنباتات المعروفة وتساهم الى حد كبير في ضمان الأمن الغذائي الانساني والحيواني”. وكما نبهت منظمة الأمم المتحدة ” أصحاب القرارات السياسية والاقتصادية، إلى ضرورة المسارعة الى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي للمخاطر التي تهدد سلالات كثيرة من النحل في العالم بالانقراض في العقود القليلة المقبلة”. ويتابع تقرير المنظمة أن من هذه المخاطر اساسا الأسمدة الكيميائية المستخدمة في المجال الزراعي التي تساهم في إضعاف جهاز النحلة المناعي، وفي التضبيب على النظام الذي يتحكم في انتقال النحلة في المزارع والحقول والعودة إلى الخلية التى تنطلق منها.
ويستخلص الباحث ملاعب بالقول، ابعدوا سمومكم واستخدموا المبيدات الطبيعية بديلا لاننا جزء من هذا التكوين، وما يضر به يضر بنا وبصحتنا وصحة اولادنا. وعلى المدى المنظور فإن صحة الأجيال القادمة لا مؤشرات توحي على عافيتها في ظل هذا السلوك الخطير بحق الطبيعة الزراعية والبيئية والإنسانية. ابعدوا سمومكم ونحن والطبيعة بالف خير.
برج الملوك (المزارع حنا الفحيلي )
ابل السقي
مركبا وكفركلا