ازهار الحدائق تبكيك، وردات المرج تشهق حزناً ( بقلم ميشال جبور)

 

لبنان بلد الأرز…وللبنان على مر التاريخ ارزات شامخات طبعت ماضيه وحاضره وستترك حتماً بصمتها على مستقبله…احب الرب لبنان فبعث له منذ تأسيسه بأرزةٍ قامتها اعلى الجبال وجذورها تمتد الى اول مرة لُفظت فيها كلمة لبنان الدولة…كم عزيزٌ هو لبنان على رب السماوات لكي يخصنا بقدس الكاردينال البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، وكم هو غالٍ على الرب هذا المتواضع البليغ الجبار لكي يدعوه الى جنانه فيكرسه قُدساً وزخراً للإيمان بلبنان الحق والحرية ورسالة السلام…
رحلت ايها الصنديد في زمن الحرب،رحلت ايها المتسامح المسيحي صاحب اليد التي باركت السلم بين ابناء الوطن…لماذا ترحل الآن ونحن في امس الحاجة لصلواتك المسموعة في صدر السماء…اغدق علينا بركاتك من تبجيلات غيوم الرب فنحن بفقدانك خسرنا الأب الصلب والأخ الحنون والصديق المتفاني…نفتقدك يا جبلاً شاهقاً وستفتقدك شمس الحرية والنضال التي لطالما اشرقت مع لمعة عينيك وضوء ابتسامتك…
وجهك الذي حمل علامات درب الجلجلة التي سار عليها لبنان لا ولن يُنسى لأنك بذقنك البيضاء الناصعة قد نشرت روح السلام بين كل ابناء هذا الوطن…يا من احبك محبي لبنان، يا من كان له المنزلة المكرمة عند قديس المحبة البابا يوحنا بولس الثاني فأعزك كثيراً وبادلك التبريكات الجزال…
يا من وقف بوجه اعتى العواصف وقاد سفينة النجاة الروحية الى بر الأمان…يا من بتواضعه قدم كل ذرة من حنانه لمن قصده واستمع لشكواه وباركه بالنصيحة المثلى…
انت الذي ادرت الخد لمن ضربك وباركت لاعنيك، مثال المسيحي الطوباوي الذي رضي بمشيئة الرب مهما كانت…
من نحن لكي ننعيك،انت لا ينعيك سوى الملائكة بألحان السماء المباركة…
ومن هم هؤلاء السفهاء الذين لم يفهوا يوماً رسالة سلامك ودعوة لمّ الشمل المسيحي…أُناسٌ يكرهون مسيحيتهم ويحبون جلد انفسهم…لا ينفذون سوى رغبات الشيطان الذي تلاعب بهم وما يزال…
ازهار الحدائق تبكيك، وردات المرج تشهق حزناً…ابناؤك ادماهم فقدانك…ينبوع الدموع فاض برحيلك ويا ليت رداءك يبقى لنا بركة الذكرى…ذكرى رائحتك العطرة يا قُدس لبنان…يا قديساً جُبلتَ من تراب الأرز ومنك تعلم الأرز تحمّل مشقة الصعاب…بابتسامة…
ذهبت يا صاحب الكلمة الجبارة والعظة الأمثولة…يكفي لتاريخ لبنان انك عامود تاريخه واساس الكلمة في حقه…جرحٌ عميقٌ ستتركه بغيابك عنا تعزينا لحظاتك الشجاعة في كل مراحل عنفوان لبنان…سيمشي لبنان بكبيره وصغيره وراء نعش ابوتك الحكيمة، وكل من تجرأ على التطاول سيندم غرقاً في نيران الحقد لأنه لا ولم يدرك ماذا يفعل…نعدك بأن نبقى على الدرب والرسالة الى ان نحقق جمع الشمل المسيحي من جديد فلا تحرمنا من نورك البريء ومن ابتسامتك الصبوحة وانت جالسٌ في احضان الرب.
ابنك الصديق المحب ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى