مسير للشيوعي في جبل الشيخ في ذكرى ال36 لانطلاقة جبهة المقومة الوطنية

نفذ الحزب الشيوعي اللبناني والاسرى الشيوعيون المحررون من السجون الصهيونية مسيراً في جبل الشيخ احياءً للذكرى الـ ٣٦ لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وتكريماً لقافلة شهدائها في العرقوب، حيث انطلق المسير من مكان عملية الشهيد جمال ساطي على تلة زغلة ومن ثم انتقل الرفاق الى بلدة عين قنيا – حاصبيا نحو السفوح الغربية لجبل الشيخ وصولا الى موقع عملية 87 الكبرى التي حملت اسم الشهيد ساطي واسر فيها الرفيق انور ياسين.
كما تم تجديد اللوحة التذكارية التي تم تشويهها في المكان على يد العملاء.

وللمناسبة ألقى الأسير المحرر الرفيق أنور ياسين كلمة، وجاء فيها:

الرفيقات والرفاق الأحرار.. أيها المشاركون في هذا المسير السنوي إلى جبل الشيخ احتفالاُ بالذكرى السادسة والثلاثين لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.. ألف تحية لكم وأنتم تسهمون في هذا الجهد الرمزي المتعِب مع مجموعة من المقاومين الأوائل الذين سلكوا هذه الشعاب والهضاب والجبال الصعبة انتصاراُ للمقاومة، فقدّموا أرواحهم ودماءهم وحريتهم فداء للوطن.. فمنهم من استشهد ومنهم من جُرح وأُسر وما بدلوا مبادءَهم واستمروا وما زالوا على خطى من سبقوهم مقاومون حتى الشهادة.

أيها المخلصون الأوفياء، لقد أردنا من هذا المسير توجيه أكثر من رسالة: أولها، تقديم تحية فخر واعتزاز متواضعة للشهداء الأبطال الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض وطننا طولاً وعرضاً لاسيما قائد هذه المسيرة الأول الشهيد الكبير جورج حاوي، والابن هذه المنطقة مهندس الموت لقوات الاحتلال، المعلم الباقي رغم رحيله جسداً المعلم كمال البقاعي، ولأولئك الذين سقطوا على ثرى هذه المنطقة في مواجهة العدو الصهيوني وأعوانه وأدواته المختلفة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشهداء الأبطال جمال ساطي، محمود وكمال الحجيري، الشهيدة إنعام حمزة، جورج نصرالله، بيار أبو جودة ووليد الخالدي، وأبطال أخرون.. وقد أثمرت هذه الدماء العزيزة انتصارات متتالية وأسهمت بفعالية كبيرة في انتزاع حرية شعبنا وأرضنا من براثن عدو وحشي متغطرس أراد سلب إرادتنا واستلابنا حقنا في الحياة الحرة والكريمة.

ورسالتنا الثانية، إننا على العهد باقون رغم كل الصعاب والمؤامرات التي تواجهنا محلياً وإقليمياً ودولياً، وسيبقى حزبنا الشيوعي اللبناني وأبطاله المقاومين المخلصين، سنديانة عصية على الاقتلاع منيعة في وجه العواصف، وسيستعيد دوره الطليعي في استكمال المسيرة تحريراً وتغييراً وبناء الوطن الحر والشعب السعيد.

ورسالتنا الثالثة، تحية لبوصلتنا الأولى فلسطين وشعبها المقاوم الأبي وبحضور مجموعة من رفاقنا في الجبهة الشعبية الذين كنا وإياهم على الدوام في خندق واحد رفاق فكر وسلاح ودفعنا معاً ضريبة الدم والشهادة لأجل الحياة الحرة والكريمة لشعبينا، فتحيةً لكم أبها الأحبة ولحضوركم الذي زادنا شرفاً ووفرحاً بالنصر الآتي، ففلسطين ليست بعيدة ولا قريبة كما الحرية فهي على مرمى ثورة ومقاومة مستمرة حتى النصر والتحرير.

ولأننا على مرمى نظر من أرضنا المحتلة، نقول لأبطالنا الأسرى خلف الأسلاك الشائكة والجدران المعتمة الرطبة أنتم فخر هذه الأمة وعنوان وجودها الحي، وستبقى حريتكم دين في رقابنا ورقاب كل الأحرار المقاومين، كمحطة أولى لنستكمل معاً تحرير فلسطين، وتحقيق حلم جود بطل حكاية “سر الزيت” التي وصلتني منذ يومين للأسير المناضل الصديق وليد دقة أحد جنرالات الصمود والصبر بعد أن أمضى أكثر من أربعة وثلاثين عاماً داخل الأسر.. وحلم جود تحرير أقدم أسير عربي ألا وهو المستقبل.

ختاماً أشكركم وأفخر بكم وبمشاركتكم في هذا المسير.. كخطوة في مسيرة طويلة زدتمونا أمل وثقة بحتمية استكمالها والوصول بها إلى بر الحرية والكرامة الإنسانية..

المجد للشهداء الأبرار.. الحرية لأسرى الحرية، والنصر للمقاومة والوطن الموعود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى