روبرت فيسك لمجلة آي: إذا أصبح الجولان جزءاً من إسرائيل فإن جنوب لبنان عليه أن يكون كذلك!

 

نشرت صحيفة “آي” مقالاً للكاتب الصحافي، “روبرت فيسك”، يتحدث فيه عن تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن الجولان لافتاً إلى أن “إسرائيل” تستفيد من علاقة خاصة مع الولايات المتحدة.

ويقول روبرت فيسك: “بعدما بارك ترامب ملكية إسرائيل للقدس كاملة، ها هو اليوم يسلم مرتفعات الجولان ويسمح لها بضمها نهائياً، ضارباً عرض الحائط بمبدأ “الأرض مقابل السلام” الذي نص عليه القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإسرائيل سعيدة بذلك”، معتقداً أن هذه هدية إلى رئيس وزارء العدو بنيامين نتنياهو لإعادة انتخابه رئيساً للوزراء.

ويرى الكاتب أن “مسار السلام في الشرق الأوسط مات منذ سنوات إذا كان قد عاش أصلاً أو وجد لكي يعيش”، مضيفاً: “ان الولايات المتحدة منحت اليوم دعمها الكامل والعلني للجانب الإسرائيلي في آخر الحروب الاستعمارية في العالم، وإذا أصبح الجولان جزءاً من إسرائيل بسبب تهديد إيران فإن جنوب لبنان عليه أن يكون أيضاً جزءاً من إسرائيل، أليس حزب الله أيضا تهديداً إيرانياً؟”.

ويتسأل: “متى يأتي الدور على الضفة الغربية لتمنحها الولايات المتحدة لـ”إسرائيل” نهائياً وللأبد؟”، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام “تخفض جناح الذل لإسرائيل بخصوص هذه المسائل مخافة أن تمسها تهمة معاداة السامية”.

كذلك، يُذكر “فيسك” أنه عندما أمر “كولن باول” وزارة الخارجية الأميركية بإصدار تعليمات إلى سفاراتها باستعمال عبارة “الضفة الغربية المتنازع عليها” بدل “المحتلة”، التزمت كل وسائل الإعلام الأميركية بالتعليمات. واليوم عندما أشارت وزارة الخارجية الأميركية بصورة مفاجئة إلى الجولان الخاضع للسيطرة الإسرائيلية بدل المحتل فإننا نتوقع ما الذي ستفعله وسائل الإعلام، متابعاً: ” لكن لحسن الحظ هناك من الصحافيين الإسرائيليين والنشطاء من يتحلون بالشجاعة ويرفضون هذه المهازل”.

ويعتبر أن “هذا التحول في التعبير ليس مفاجئاً إذا نظرنا إلى خضوع الولايات المتحدة التام لمطالب “إسرائيل”، ولكن هذا الأمر سيكون “وبالاً” على شعوب الشرق الأوسط”، قائلاً: “تعبت من النقاش بشأن معاداة السامية في الولايات المتحدة. فالبلاد فيها الكثير من العنصريين المعادين للسامية والمعادين للعرب والمعادين للسود، من دون أن نخرج مصطلح معاداة السامية عن سياقه ونتهم به جميع من ينتقدون إسرائيل”، في حين يرى أن الأميركيين لا يجرؤون على التذمر من الولاء المزدوج لأبناء وطنهم.

ويوضح فيسك: “انظر إليهم في الكونغرس عندما يخاطبهم نتنياهو، النواب الأميركيون يقفون ويصفقون له ثم يجلسون ويقفون مرة أخرى ويصفقون ثم يجلسون ويعودون للوقوف والتصفيق. لقد فعلوها 29 مرة في 2011 و39 مرة في 2015″، خاتماً: “أتابع دائماً هذا الخنوع التشريعي الأميركي بابتسامة، لأنها تذكرني بالتصفيق الذي كان يتلقاه الرئيس العراقي صدام حسين من شعبه المحبوب وما يطلبه الرئيس السوري، بشار الأسد، من رعاياه الأوفياء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!