تسلل “داعشي” الى لبنان.. والجيش بالمرصاد

في وقت تشتد فيه حماوة الاستعدادات لتطهير أخرجيوب تنظيم “داعش” في المناطق الواقعة بين بلدة الباغوز والضفاف الشرقية لنهر الفرات شرقي سوريا، وذلك بانتظار إجلاء الاف المدنيين، بدأ الحديث يتمحور حول إمكانية هروب المئات من عناصر “التنظيم” إما نحو مدن سوريا أو إلى بلدان مجاورة قد يكون لبنان واحداً منها. وعلى ضفّة الخوف من هذا الهروب أو التسلّل، أعلن أمس رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، استعداد بغداد لنقل عناصر تنظيم “داعش” غير العراقيين، في سوريا إلى بلادهم.

بالنسبة الى لبنان، لم يصل التخلّص من وجود الجماعات الإرهابية المتعددة الأسماء والأوجه أبرزها “جبهة النصرة” و”داعش”، إلى نقطة فاصلة وحاسمة لإنهاء هذا الوجود بشكل كلّي وحاسم، في بلد عانى لسنوات طويلة من احتلال جزء من أراضيه الحدودية وظلّت لفترة طويلة “إمارة” نًفّذت فيها كافة أشكال الأحكام “الشرعية”، وهو أمر يجعل الساحة اللبنانية وتحديداً المناطق الحدودية بالنسبة الى الفارين من عناصر “التنظيم” في سوريا، بمثابة محطة إيواء مؤقت أو مطوّل بحسب ما تسمح لهم الظروف الأمنيّة.

الجيش اللبناني الذي نجح الى حد بعيد في دحر الجماعات الإرهابية بكافة فروعها من سلسلة جبال لبنان الشرقية وبعض المناطق الشمالية صيف العام 2017، ثمة أمر يُقلقه اليوم ولو من خارج الإفصاح عنه، يتمثل باحتمال عودة جزء من بقايا أو فلول “داعش” من المناطق السورية الى لبنان بطرق متعددة ومختلفة، إن تسللّاً عبر ممرات غير شرعية أو بمساعدة أشخاص من الداخل اللبناني خصوصاً وأن ل”داعش” مجموعات مؤيدة له في لبنان تعمل بشكل سرّي وهذا ما تُظهره العمليات التي تُنفذها القوى الأمنية والتي تؤدي فب غالبها إلى القبض على “أمراء” وقادة وعناصر تحديداً في المناطق الحدودية.

معلومات غربية أمنيّة كانت وصلت إلى لبنان منذ فترة غير بعيدة، وكشفتها مصادر ميدانية لـ “إي نيوز” ، تُحذّر من إمكانية تسلّل أفراد أو مجموعات من “داعش” سواء من الداخل السوري أو من الحدود العراقية ـ السورية الى الداخل اللبناني وذلك مع البدء بعملية إنهاء وجود هذا التنظيم في كل من سوريا والعراق باعتبار أن لبنان هو من أكثر البلدان المجاورة عُرضة لعمليات التهريب على أنواعها على حدود تبلغ 193 كلم. في هذا السياق تؤكد مصادر عسكرية ل”اي نيوز” أن “السيطرة التي يفرضها الجيش على طول الحدود تمنع حصول أي خرق لمجموعات نحو الداخل اللبناني، لكن هذا لا يعني السيطرة بشكل كامل على كافة المعابر، فقد يتمكن شخص أو أكثر ربما من الدخول خلسة لكن من دون ان يتمكن هؤلاء من التحرك بحرية”.

إمكانية تسّلل جماعات إرهابية أمر وارد في جميع البلدان حتّى تلك التي تُنفق ميزانيات كبيرة على امنها الداخلي، من هنا فإن لبنان كان وضع هذا الامر بالحسبان منذ خروج أخر إرهابي من أراضيه. من هنا تكشف المصادر العسكرية أن “قيادة الجيش وبعد إنتصار الجرود ، وضعت في الحسبان مجموعة فرضيات منها: محاولة إستنهاض بعض “الخلايا النائمة” في عدة مناطق مع العلم أنه لا توجد لهؤلاء في لبنان، أي بيئة حاضنة بشكل كامل، فقد يكون هناك أشخاص فقط يؤيدون هذا الفكر. وأيضاً ثمة فرضية كانت تشي بحصول محاولات للعودة الى لبنان لبعض العناصر الإرهابية في حال تعرضوا للحصار ضمن مناطق تواجدهم”.

وشددت المصادر على انه “في جميع الأحوال، فإن إستباحة الأمن في لبنان لم تعد مسموحة بأي شكل من الأشكال، ومن الآن وصاعداً، ليس من السهل جعل البلد، ساحة مفتوحة للعبة الأمنية ولا حتى ملعباً للمغامرين يُنفذون فيه “هواية” الإجرام والقتل، ولا حتى جعل أي بقعة في لبنان، مقرّاً أو مستقراً للإرهابيين”.

وأبرز ما كشفت عنه المصادر العسكرية ل”اي نيوز” أن لبنان سيتلقّى دعماً أميركياً في أقرب وقت يتمثل بستة طائرات حربية هليكوبتر من طراز MD 530 G)) ذات الفعالية القتالية العالية، وهي من نوع هجومي يُمكن وضع رشاشات متوسطة عليها بالإضافة إلى صواريخ مضادة للأشخاص. وهذا النوع من الطائرات سوف تُعزز الى حد كبير الدور الذي يقوم به الجيش في المناطق الحدودية حيث يمكنها إصطياد الدبابات ومهاجمة الحشود في الليل كما في النهار”.

المصدر: اي نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى