ثقافة الخطأ …. بقلم أمل عربي
أمل عربي
نشأنا في بيوت علمتنا أن الأدب والأخلاق هما زينة الإنسان
كبرنا في مدارس تنشد قيم الحقّ والعرفان والإخلاص
أخبرونا أن المكر للثعالب والشؤم للبوم والغدر للذئاب.. فوجدنا أن هذه الصفات من طبيعة البشر
علمنا مجتمعنا ثقافة العيب والحرام وقمنا نحاربه واكتشفنا أن الحرية اذا ما وقعت في يد الضعفاء أفسدت الأرض وما عليها.
أضحى مفهوم العيب أقوى من مفهوم الحرام.
العيب أن يعرف الآخرون ولتقترف ما تقترف. رددنا أقوال ومآثر ضاعت في الهباء. نثر الحكماء كلمات استعصت أدمغتنا على فهمها، فرحنا نسخر منها.
يسأل أحدهم أي مجتمع نعيش فيه؟ أي تربية هذه نلقنها لأولادنا وكأنك تسمع مذمتك في نكتة وتضحك
نضحك للكذب للخيانة للجسد للسرقة للاستغلال للاحتيال للاغتصاب للألم للاعاقة والزلل.
نضحك نحن النساء على إنتهاك حقوقنا وكراماتنا في مجتمع ذكوري ويضحك الرجال على اهانتهم وعلى الشيخوخة وعلى الحياة وعلى الموت والأطفال تتلقى ما تقترفه أيدينا.
تضيع القيم، تسّفه، يعمّم الخطأ.
يدرك البعض حقيقة ما يرى يرفضها لكنها تضحك!! نلهو بأي شيء نهرب من أي شيء إلى اللاشيء حيث الدوامة أكبر والغرق أسرع
هل الضحك مرتبط بالاساءة؟
أليس من حقنا أن نضحك ونضحك ..
الضحك من فرح حقيقي من كلمة طيبة وأمل وحلم
الضحك للحياة للحب
ماذا فعلوا بنا؟
وقف كمال جنبلاط طالبا من الاعلام اللبناني عدم عرض صور القتل والدمار حتى لا تعتاد العين هذه المشاهد
أي اعلام نشاهد نحن اليوم.. أي ثقافة تعمم وتنشر وتربى؟ كم من التشوه يصيب أعيننا ويصم آذاننا
وتسير القافلة لا يهم إلى أي هاوية
المهم أنّها ما زالت تسير.