مملكة المعنى..بقلم لينا صياغة
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
جميعنا أطفال على عتبة مملكة المعنى ، أنها أحجية تختلف من شخص إلى آخر حسب تفاعل معدنه ،لأن معظمنا مغيبين عن واقعنا ، أهمها جعلنا المسافات بين قلوبنا اكبر من المسافات بين الكواكب، فذهبت الإلفةُ أدراج الرياح .
أننا لا نفكر كيف نستغل وجودنا بالإيجابية والتفكّر ، وكيف نتعلم من أصغر المخلوقات ، مثلا النملة التي تبني القصور والدهاليز والممالك و المخازن كأفضل المهندسين تحت الأرض التي تتباين عندها الاختصاصات، لها عقل تُدبر بها حياتها وتواجه اصعب الظروف في البرد و الجفاف ، فهل سألنا نفسنا مرّة ما المعنى والأهمية لوجودها ؟ والأمثلة كثيرة في عالم الحيوان والحشرات التي تُحسن التدبير والحكمة. كالنحلة او العصافير كيف تبني اعشاشها ؟!.
مثل آخر النار حين ننظر اليها منّا من يراها تحرق، و آخر ينظرُها نور او يفتش عن العناصر التي تألفت منها ويحاول معرفة كيفية اشتعالها ، و فرد يراها نعمة يستخدمها ليتدفأّ عليها و يطهو طعامه بواسطتها، و النار تبقى ناراً انما اختلفت فيها المعاني .
أمّا العلم فهو متاح للجميع موجود في الكتب والمكتبات حتى على الأرصفة أرخص من علبة السجائر فهل نجتهد لنزكّي عقولنا وأذهاننا في شي ينفعنا ؟ أم نقضي عمرنا بالزحف وراء الموضة الخداعة التي تروّج لشعارات تجارية تحجب عنّا الحقيقة وتكبلنا وراء ستار قاتم !
العالم من حولنا في سباق علمي رهيب يفصّل أجزاء الذرّة ويسخّر الابتكارات النووية في صناعة الأعاجيب فيزداد العاقل قوّة ويبقى المتخلّف في هاوية التنظير و السخف ظناً منه انه فيلسوف عصره ، يحسد بعضهم على رزقه ولا يرى سعيه وتكبده ، يحط من شأن كل عالم ولا يرى اجتهاده و تميزه ، يفسر المعاني بغير المعنى .
لهذا السبب نحن اطفال لأن المعنى اعمق في تفاصيله ، حين نقدر على استيعابه نصبح، رجالاً و نساء .
لينا صياغة