“المونيتور” يفكّك “شيفرات” رسائل نصرالله: جحيم إسرائيل والحرب الإقليميّة!
وأشار الكاتب إلى أنّ فك “شيفرات” رسالة نصرالله الأخيرة قد يكون مفتاحًا أساسيًا، لفهم كيفية تعامل “حزب الله” مع التحديات الرئيسية، ومن أبرزها التوترات على الحدود اللبنانيّة الجنوبية، إضافةً الى التدخل العسكري في سوريا. ورأى الكاتب أنّ نبرة نصرالله لم تكُن عالية خلال إطلاق مواقفه، فبدا أنّه يستوعب السياسيين اللبنانيين، وخلال كلامه عن سوريا ظهر أشبه بمعلّق سياسي بدلاً من أن يكون حازمًا كما جرت العادة.
ولفت الكاتب إلى أنّ توقيت المقابلة أتى منسجمًا مع الاستراتيجية الإيرانية لزيادة الخطاب ضد إسرائيل بعد الضربات الجوية المتتالية في سوريا، والتي كان آخرها في 21 كانون الثاني، مشيرًا الى أنّه في 29 كانون الثاني أيضًا، حذّر الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني من أنّ حركة حماس وحزب الله يحضران “جحيمًا” ضد إسرائيل، حين قال: “أصبحت الصواريخ العالية الدقة في أيدي حزب الله وحماس للرد على أي حماقة ترتكبها إسرائيل”.
وذكر الكاتب بعض الأمور التي لاحظها في مقابلة نصرالله الأخيرة، موضحًا أنّ نصرالله قام بتخفيف حدّة التوتر مع إسرائيل، إلا أنّه حاول الإشارة الى قوة الردع عبر تأكيد قدرة “حزب الله” على توجيه ضربة عند الحاجة، لافتًا الى أنّ الحزب لم يتخذ قرارًا بشأن شنّ هجوم على الجليل.
وأضاف الكاتب أنّه من غير الواضح إذا ما كان تخفيف التوتر على الحدود، جاء بناءً على طلب إيراني أو روسي، فقد قال نصرالله: “نحن نمتلك الصواريخ الدقيقة، ما نحتاجه نمتلكه في مواجهة أي معركة قد تُفرَض على لبنان”، وعن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال: “لستُ مصرّاً اليوم لأن أقول له كثير كي أُحرج نتنياهو، لا، أنا يهمّني أيضًا أن يهدأ قليلاً”، كما نصح السيد نصرالله نتنياهو بأن “يتوخى الحذر من تجاوز حدود ما يفعله في سوريا”.
ورأى الكاتب أنّه بالنسبة لدور “حزب الله” الإقليمي، فقد أظهرت المقابلة مدى تطوّر وتغيّر سلوك وحسابات “حزب الله” مقارنةً بالسنوات السابقة عندما كان الحزب يهدّد بالحرب المفتوحة ضد إسرائيل وإظهار الجهوزيّة للردّ عليها بسبب اعتداءاتها في غزة، والرد على بعض الأعمال في اليمن.
كذلك فقد برّر نصرالله ضبط النفس للرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا على أنها “قرار سياسي يقوم على إدارة الأولويات في هذه المرحلة ولا يستند إلى عجز عسكري”، وفقًا للكاتب الذي اعتبر أنّ الطريقة التي تحدّث فيها نصرالله تُظهر مدى توجّه “حزب الله” الى التركيز المتزايد على لبنان مقارنةً بالدور الإقليمي له، لا سيما مع أخذ روسيا وإيران زمام القيادة المباشرة في سوريا.
وبرأي الكاتب فإنّ نصرالله أعطى انطباعًا بأنّ “حزب الله” لا يقرر ما يحدث في سوريا، كما يظهر من كلامه أنّ “المحور” قد يردّ على اعتداءات إسرائيل، في إشارة منه إلى دمشق وطهران وربما موسكو، وبحسب الكاتب فنصرالله لمّح إلى أنّه يمكن الردّ من لبنان على هجوم لإسرائيل في سوريا، الأمر الذي يعدّ تحوّلاً عن التهديدات السابقة عبر توجيه نصرالله الأنظار الى جبهتين ضد إسرائيل على الحدود السورية واللبنانية.
كذلك فقد كان نصرالله حذرًا خلال الحديث عن الدور الروسي في سوريا، ووصف كيف نقلت موسكو بـ”بأمانة” الطلب الأميركي المتمثل بسحب القوات الإيرانية من سوريا.
وعلى الصعيد الداخلي، أشار الكاتب الى أنّ نصرالله أكّد الوقوف وراء الدولة في جميع القضايا، كذلك بالنسبة للحدود البحرية والبريّة، مشددًا على أنّ “حزب الله” سيتدخّل فقط إذا شنّت إسرائيل اعتداءً ضد لبنان.
وختم الكاتب بالإشارة الى أنّ الأهم من كلّ النقاط السابقة هو أنّ مقابلة نصرالله تُظهر أنّ إيران تبعث برسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة وروسيابأنّها لن تتحمّل كثيرًا وأنّ صبرها قد ينفذ بحال استمرّت الإستفزازات، كما أنّ “حزب الله” يخطّط لمستقبل طويل في لبنان وسوريا، وبالتالي فإنّه يرى أي مواجهة مع إسرائيل على أنّها “عائق”، وشدّد الكاتب على أنّ نتنياهو يواجه تحديات داخليّة مع اقتراب الإنتخابات، أمّا التحديات الداخلية التي تواجه نصرالله فهي متمثّلة بالحكومة، ولهذا يرى الكاتب أنّ السيد نصرالله ورئيس الوزراء الإسرائيلي يريدان الحفاظ على النفوذ السياسي في الداخل، ممّا يجعلهما أقل ميلاً للشروع في مواجهة قد تؤدي إلى حرب إقليمية.