دبلوماسية تنشط على وقع الباليستي.. والناس متروكة في العراء من دون دولة!
صدى وادي التيم-لبنانيات/
تتسابق الدبلوماسية والصواريخ لإرساء إتفاق سياسي بدأت ملامحه تتبلور من خلال الكلمات الي ألقيت في الأمم المتحدة, والإتصالات السياسية الدائرة في أكثر من بلد إقليمي, إلى ذلك استمرت الإستهدافات الاسرائيلية للبنان من جنوبه الى بقاعه والضاحية الجنوبية, حيث ارتفع عدد الشهداء الى ما يزيد عن 600 و 1838 جريح.
وعلى وقع تهجير المدنيين من مختلف المناطق اللبنانية, ليست هناك أي مساعدات بشكل تام قدمت إلى المدنيين النازحين وجل ما فعلته الدولة أنها فتحت المدارس للإيواء فقط لا غير, وكل ما يقال عن مساعدات هيئة إدارة الكوارث لا تتعدى البيانات الإعلامية, في حين لم تستطع بلدية واحدة أن تقدم فراش أو حتى مياه.
وفي هذا الإطار, مدت عدد من الجمعيات الإنسانية يد العون بمبادرات فردية إلى النازحين, إضافة إلى الجيش اللبناني الذي قدم مساعدات كبيرة.
الغارات مستمرة
لفّ العدو زنار من الدم والنار والدمار مختلف المناطق اللبنانية في الجنوب من صيدا إلى صور والناقورة والنبطية وامتداداً إلى جبل الشيخ.
واستأنف الطيران المعادي الحربي والمسيَّر استهدافاته لمدينة بعلبك وقرى القضاء, اعتباراً من بعد منتصف الليل, وحتى ساعات الفجر.
وطال عدوانه مدينة بعلبك وأطرافها لجهة طريق بلدة نحلة, وللجهة الجنوبية امتداداً نحو بلدة دورس, ولم يوفر العدو في غاراته القرى التالية: جنتا, وسط وأطراف النبي شيت, سهل سرعين والجوار, بريتال, الطيبة, الخضر, الجمالية, دورس, شعت, أمهز, وصولا إلى اللبوة, وتعرضت بلدات عدة لأكثر من غارة.
وأدى العدوان الإسرائيلي إلى سقوط شهداء وجرحى توزعوا على المستشفيات لتلقي العلاج, ودمار للمتلكات بشتى أنواعه: منازل وأبنية ومصانع و”هنغارات” ومخازن ومستودعات, ولم تسلم حتى المدارس من الأضرار ومنها “ثانوية الصلاح الإسلامية” في بعلبك. كما تحطم زجاج البيوت المحيطة بمناطق الاستهداف نتيجة قوة العصف.
وأغار الطيران الحربي بعد ظهرأمس الثلاثاء على مبنى من ثلاث طبقات في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت ما ادّى الى سقوط 6 شهداء و15 جريحاً في حصيلة أولية بحسب بيان وزارة الصحة. وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي, انّ هدف الهجوم كان إبراهيم قبيسي (“أبو جواد”) رئيس المنظومة الصاروخية في “حزب الله”.
لأول مرة… حزب الله يطلق “صاروخ باليستي”
وفي تطور جديد, ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن صواريخ انطلقت من الأراضي اللبنانية لأول مرة منذ بدء هذه الحرب, واستهدفت مدينة تل أبيب مباشرة, وفي التفاصيل, الصاروخ الذي أطلق من لبنان باتجاه تل أبيب “صاروخ باليستي”.
وأضافت أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تمكنت من اعتراض صاروخ انطلق من لبنان.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن صاروخًا واحدًا على الأقل تم إطلاقه من لبنان باتجاه تل أبيب, وتم التصدي له من قبل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
المئات من النازحين يتجهون إلى سوريا
اجتاز المئات من النازحين الحدود من لبنان إلى الأراضي السورية هربا من الغارات الإسرائيلية التي استهدفتجنوب لبنان وشرقه أول أمس الأحد وأمس الاثنين.
واجتازوا الحدود عبر معبري القصير (شرق لبنان) والدبوسية (شمال) بين الساعة الرابعة من عصر أمس الاثنين حتى منتصف الليل.
واستمرت السيارات بالعبور حتى ساعات الصباح الأولى من أمس الثلاثاء, وقد توجهوا الناس نحو منازل أصدقائهم ومعارفهم في ريف حمص وداخل ” مدينة حمص وفي ضواحي العاصمة السورية دمشق.
حل دبلوماسي في الأمم المتحدة
وفي الموقف الاميركي, أشار الرئيس جو بايدن في كلمة له في الامم المتحدة, إلى “انّ أي دولة من حقها أن تضمن عدم تكرار أهوال 7 تشرين الاول التي ارتكبتها “حماس”, وانا أعمل مع قطر ومصر من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار, وآن الأوان لإعادة الاسرى ووقف الحرب”.
واكّد “انّ الديبلوماسية هي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسماح لسكان الحدود اللبنانية- الإسرائيلية بالعودة الى منازلهم, ونحن نعمل على التوصل لحل ديبلوماسي في شأن التوتر على الحدود الإسرائيلية ـ اللبنانية”.
وأوضح “انّ التقدّم نحو السلام سيضعنا في موقف أقوى لمواجهة التهديد الذي تشكّله إيران”.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول في الخارجية الأميركية, قوله: “نحن ودول أخرى حريصون على تقديم مخرج لكل من إسرائيل و”حزب الله” للحدّ من التوتر”.
وأشار إلى “أننا سنطرح أفكاراً لاستعادة الهدوء أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا الأسبوع”.
ولكن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان استبعد قبول إسرائيل و”حزب الله” أي اتفاق لوقف الحرب, وقال إنّه ينبغي دفعهما إلى “وقف دورة العنف وتجنّب حرب أوسع”.
وفي السياق, تابعت المراجع المعنية زيارة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان, جينين هينيس ـ بلاسخارت إسرائيل ليومين, وسط تعتيم إسرائيلي إعلامي عليها, إذ لم يُعلن عن لقاءاتها في تل أبيب التي تناولت التطورات في غزة والضفة الغربية ولبنان.
المصدر: نيفين عمران _ الرأي