“لو موند” تفتح ملف النازحين: يغادرون لبنان بالقطّارة.. والنظام يخشى الكارثة!
بعنوان “مغادرة النازحين السوريين بالقطّارة من لبنان”، نشرت صحيفة “لو موند” الفرنسية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ العودة تجري بأعداد قليلة، فقد نُظمت عودة نازحين من لبنان إلى سوريا، منذ الصيف، لكن قليلة هي العائلات التي غادرت بشكل كامل، فبعض النازحين، يرفضون المغادرة.
وأضافت الصحيفة: “يسود الصمت في مركز للأمن العام في برج حمود، رجال ونساء وأطفال ينتظرون من الصباح الباكر للعودة الى سوريا، بعد اتخاذ القرار بذلك”، مشيرةً الى أنّ الأمن العام كان قد فتحَ مراكز تتيح للنازحين تسجيل أسمائهم للعودة.
ويحمل العائدون بعض أغراضهم معهم وهم يسيرون نحو الباص المخصص لهم، تحت أنظار مراقبين من المفوضية العليا للاجئين، ثمّ يجري إعداد لمّ الشمل، ويُفصل المغادرون إلى حمص وحماه ودمشق وحلب. بحسب الصحيفة التي أضافت أنّ عائلات قليلة تغادر مع جميع أفرادها من لبنان الى سوريا.
وأوضحت “لو موند” أنّه منذ الصيف، تضاعفت عمليات العودة التي نظّمها الأمن العام اللبناني بالتنسيق مع النظام السوري، علمًا أنّ القافلة الأخيرة انطلقت الخميس في 1 تشرين الثاني الجاري.
وتابعت أنّ هذه العودات الجماعية تحظى بتغطية كبيرة من قبل وسائل الإعلام، كوسيلة لإظهار أنّ عدد النازحين يتناقص تدريجيًا، بعدما أصبح عدد النازحين يشكّل عبئًا، إذ بلغ مليون ونصف المليون نازح، أمّا عدد المغادرين الى سوريا فيبقى رقمًا متواضعًا.
النظام لا يريد تدفقًا هائلاً
من جانبه، علّق رجل أعمال سوري على عودة النازحين بالقول “الذين يعودون يواجهون البطالة وافتقاد المساعدة الإنسانيّة”، مضيفًا أنّ “النظام السوري لا يريد العودة الكبيرة أو المفاجئة، فهذا الأمر سيشكّل له كارثة سياسية وإقتصاديّة”.
وبحسب المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، فهناك 10% من الملفات التي قدّمها سوريون للعودة، رُفضت من قبل دمشق.
وقال وديع الأسمر، رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان للصحيفة “من دون تأمين ضمانات، لن يكون هناك حركة عودة حقيقيّة”، لافتًا الى أنّ “وجود النازحين يفرض مشكلة إجتماعية وإقتصادية للبنان، ولكن يجب أن يتمتّع لبنان باستراتيجيّة لإدارة الخروج من الأزمة”.
الرسالة.. “إرحلوا”!
وتحدثت الصحيفة الى سيدة سوريّة تدعى “فاطمة” (25 عامًا)، ابتعدت برفقة أطفالها عن زوجها، وقالت: “زوجي لا يجرؤ على العودة، لأنّ ثلاثة من أشقائه في السجن، ولو كان لدينا المزيد من المساعدة هنا، لكنّا انتظرنا أكثر”، وأوضحت أنّ ما يُقدّم للسوريين ليس كافيًا، إضافةً إلى الخطاب ضد النازحين الذي يكرره مسؤولون لبنانيون، وقالت: “الرسالة هي إرحلوا”. وتابعت أنّها تخشى ألا تستطيع حماية أطفالها، إذا ما عادَ العنف إلى سوريا.