وزارة التربية في الـ coma.. والتلامذة: كمامتي احلى من كمامتك!
الحياة -كما نعرِفُها- مراحل. في مرحلةٍ ما، لا بدّ من حملِ شنطةٍ أكبر منك، عزيزي القارئ، تحديدًا، حينما يكون طولك أقصر من دولاب الباص الذي يقلّك إليها.
مأساةُ المشهد كافية أن تجعلك ترغب في ألّا تستحصل على شهادةٍ واحدةٍ حتّى. لكنّها طبائع الحياة من تجبرك أن تكمل، على الرغم من صغر سنّك وضعفك وقصرك وكبر حقيبتك!
اليوم الى جانب كلّ هذه المصاعب، البعض ينتظر من ابن السابعة او حتى العاشرة أن يحارب فيروسًا منظمة الصحة العالميّة نفسها لم تستطع أن تفعل. مع الحقيبة العملاقة والقدمين السنفورَتَين!
انتهى الـ lockdown، وعاد معه الاقزامُ الى المدرسة..
فين حين أنّ بعضنا، ممّن يملك ترف الاختيار، أقفل على نفسه في منزله، مخافةً من الفيروس الّذي يجعلك سماءً غاضبة، تلمع كُلّك من أوّل شعرةٍ في رأسك حتّى أخمصك!
ثقافة الوقاية والكمّامة طارئة على شعبنا.
أذكُرُ كيف أنّ زميلةً في الصفّ أصابها البوكعب يومًا، فأُصيبت المدرسة وكل المدارس الشقيقة بالبوكعب، مع أنّه صعب الانتقال.. فكيف لفيروسٍ كـ كورونا؟ شبيهُ النّار في الهشير!
عطسة واحدة في مدرسة واحدة كفيلة بانهيار القطاع الصحّيّ.. والوزارات المعنيّة ما زالت تُكابر!
من طرائف بلادنا والكورونا مثلاً:
تبادل الكمّامات بين التلامذة على قاعدة “كمّامتي أحلى من كمّامتك”.
الكمّامة الّتي تمرّ على جميع أفراد العائلة.
ومن مأساتنا والكورونا أيضًا، أن ليس بمقدور جميع العائلات شراء الكمّامات بشكلٍ يوميّ لأطفالهم، ما يجعل الاطفال عرضةً أكثر للاصابة بالكورونا.
قلّة الحيلة موجعة أكثر من آلام الجسم حين الاصابة بالفيروس!
وحتّى مع امكانيّة توفير المواد اللازمة للحماية الشخصية، كيف لهذه الكائنات الصغيرة أن تحارب ما عجز علماء عن محاربته؟
من ناحية أُخرى، فالوزارات المعنيّة تُحاول مساعدة الاساتذة عبر تأمين pcr مجاني لهم، إلّا أنّ هذا غير كافٍ.
على لُبنان مرّت ويلات لا تحصى، من حروبٍ داخليّة وخارجيّة، وفي المناهج الشبيعة بالمنهج اللبناني، وبحشوه، تضييع سنة مع اختصار اساسيات التعليم فيها ليس بالازمة على الطلاب اللبنانيين.
المُكابرة والمخاطرة بأرواح طلّابنا، خصوصًا مع تحذيرات صحّيّة من مسؤولين صحيين وتربويين على حد سواء، لا ينذر بالخير!
أرواح أولادنا ليست رهن مزاجية بعض مسؤولي هذه الدولة!
السياسة