مسؤول سعودي يكشف لـ”رويترز” الرواية الكاملة لمقتل خاشقجي
وبعد نفي أيّ تورط في اختفاء خاشقجي (59 عاماً) لمدة أسبوعين، قالت المملكة صباح السبت إنّه توفي في شجار داخل القنصلية. وبعد ذلك بساعة عزا مسؤول سعودي آخر الوفاة إلى الخنق وهو ما كرّره المسؤول الكبير.
وحول ما حصل لجثّة خاشقجي، كشف المسؤول السعودي أنّه تمّ لفّها في سجادة وتسليمها لـ”متعاون محلي” للتخلص منها. وردا على سؤال عن مزاعم تعذيب خاشقجي وقطع رأسه قال المسؤول إنّ النتائج الأولية للتحقيق لا تشير إلى ذلك.
وقدم المسؤول السعودي ما قال إنّها وثائق مخابرات سعودية تكشف في ما يبدو عن “خطة لإعادة المعارضين” بالإضافة إلى الوثيقة التي تخصّ خاشقجي. كما عرض شهادة من أشخاص ضالعين في ما وصفها بتغطية الفريق الذي ذهب للقاء خاشقجي على ما حدث والنتائج الأولية لتحقيق داخلي. ولم يقدم دليلاً لإثبات نتائج التحقيق والأدلة الأخرى، بحسب “رويترز”.
وأوضح المسؤول أنّ رواية الحكومة الأولى استندت إلى معلومات خاطئة قدمتها جهات داخلية في ذلك الوقت، وبمجرد أن تبيّن أنّ التقارير المبدئية كانت كاذبة بدأت الرياض تحقيقاً داخلياً وتوقّفت عن الإدلاء بالمزيد من التصريحات، مضيفاً أن التحقيق مستمرّ.
وكشف المسؤول نفسه أنّ الحكومة السعودية أرادت إقناع خاشقجي، الذي انتقل للإقامة في واشنطن قبل عام، بالعودة إلى المملكة كجزء من حملة للحيلولة دون “تجنيد أعداء البلاد للمعارضين السعوديين”.
وأضاف أنّه من أجل ذلك شكل نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري فريقاً من 15 فرداً من الاستخبارات والأمن للذهاب إلى اسطنبول ومقابلة خاشقجي في القنصلية ومحاولة إقناعه بالعودة.
وقال المسؤول إنّ هناك أمراً دائماً بالتفاوض على عودة المعارضين بطريقة سلمية، مضيفا أنّ “أمر العمليات يمنحهم سلطة التصرف من دون الرجوع للقيادة”.
وأضاف أنّ “عسيري كوّن الفريق وأن المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني شارك في إعداد العملية”.
وبحسب المسؤول، فإنّه وفقاً للخطة كان سيحتجز الفريق خاشقجي في مكان آمن خارج اسطنبول لبعض الوقت ثمّ يفرج عنه إذا رفض في نهاية الأمر العودة للسعودية.
وأضاف أنّ الأمور ساءت من البداية إذ أنّ الفريق تجاوز التعليمات ولجأ سريعاً للعنف.
ووفقاً لرواية الحكومة تمّ توجيه خاشقجي لمكتب القنصل العام حيث تحدّث أحد أفراد الفريق ويدعى ماهر مطرب معه عن العودة للسعودية.
وقال المسؤول إنّ خاشقجي رفض وأبلغ مطرب أن شخصاً ما ينتظره بالخارج وسيتصل بالسلطات التركية إذا لم يظهر خلال ساعة.
وكانت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي قالت لـ”رويترز” إنّه كان قد سلمها هاتفيه المحمولين وطلب منها أن تنتظره وتتصل بمساعد للرئيس التركي إذا لم يعد.
وداخل القنصلية، وفقاً لرواية المسؤول، قال خاشقجي لمطرب: “هذا الأمر مخالف للأعراف الدبلوماسية والأنظمة الدولية. ماذا ستفعلون بي هل لديكم نية لخطفي؟”.
ورد مطرب: “نعم سنخدرك وسنقوم باختطافك” وهو ما وصفه المسؤول بمحاولة تخويف تخالف هدف المهمة.
وعندما رفع خاشقجي صوته أصيب الفريق بذعر. ووفقاً لرواية الحكومة حاولوا أن يسكتوه وكتموا أنفاسه.
وقال المسؤول: “نتيجة إصرار جمال رفع صوته وإصراره مغادرة المكتب حاولوا تهدئته لكن تحول الأمر إلى عراك بينهم… ما اضطرهم لتقييد حركته وكتم نفسه”.
وأضاف: “حاولوا أن يسكتوه لكنّه مات. لم تكن هناك نية لقتله”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الفريق خنق خاشقجي قال المسؤول: “إذا وضعت شخصا في سنّ جمال في هذا الموقف سيموت على الأرجح”.
وقال المسؤول إنّه لتغطية الجريمة لفّ الفريق جثة خاشقجي في سجادة وأخرجوها في سيارة تابعة للقنصلية وسلموها “لمتعاون محلي” للتخلص منها. وأضاف أنّ صلاح الطبيقي خبير الأدلة الجنائية والطب الشرعي حاول إزالة أيّ أثر للحادث.
وقال المسؤول السعودي إن المتعاون المحلي يقيم في اسطنبول ولم يكشف عن جنسيته. وأضاف أنّ المحققين يحاولون معرفة مكان الجثة.
وفي الوقت ذاته ارتدى أحد أفراد الفريق ويدعى مصطفى المدني ملابس خاشقجي ونظارته وساعته الأبل وغادر من الباب الخلفي للقنصلية في محاولة لإظهار أن خاشقجي خرج من المبنى. وتوجّه المدني إلى منطقة السلطان أحمد حيث تخلص من المتعلّقات.
وقال المسؤول إنّ الفريق كتب بعد ذلك تقريراً مزوراً لرؤسائه قائلاً إنّه سمح لخاشقجي بالمغادرة بعد أنّ حذر من أن السلطات التركية ستتدخل وأنّهم غادروا البلاد سريعاً قبل اكتشاف أمرهم.
وقال المسؤول إن جميع أفراد الفريق ومجموعهم 15 شخصاً اعتقلوا ويجري التحقيق معهم إضافة إلى 3 مشتبه بهم آخرين.