فضيحة في كتاب التربية الوطنية!

تُعتبرُ مادة التربية الوطنية ركناً أساسياً من المنهج التعليمي في لبنان؛ ويبدأ تدريسها للطلاب متى ما التحقوا في صفوف الحلقة الثانية وهي في عداد المواد التي يُمتحنُ بها طلاب الشهادة المتوسطة الرسمية(البروفيه)…

ولكن للأسف إتضح أن منهج مادة التربية الوطنية يضم عدة مغالطات وأخطاء ترتقي لا بل تنحدر لتبلغ مستوى الفضيحة..

في مادّة التربية الوطنية يتمّ تعليم الطلاّب مفاهيم النظافة العامة ودور البلديات في ضمان السلامة الصحية والبيئية ولكن للأسف على أبواب الثانويّات والمدارس تتراكم النفايات فالبلديات تخضع لقوى الأمر الواقع فتضع المستوعبات على مداخل المدارس غير آبهة لا بناحية ثقافية ولا صحية ولا بيئية فيكون صوت الفضيحة أقوى من صوت المعلمة التي تدرّس وأكثر ترسخاً في أذهان الطالب..

في مادة التربية الوطنية يتم تعليم الطلّاب مفاهيم الشفافية والمصداقية والنزاهة والعدالة ولكن للأسف يحكم لبنان طاقم سياسي فاسد مفتقد لأيّ من المفاهيم السالفة الذكر..

في مادة التربية الوطنية يتم تعليم الطلّاب مفاهيم الحقوق والواجبات ولكن للأسف يقوم المواطن بما يترتب عليه من واجبات دون أن يلقى ما له من حقوق: لا كهرباء ولا ماء ولا طرقات ولا تقديمات صحية ولا أمانا وظيفيا..

في كتاب التربية الوطنية يتم تعليم الطلّاب مفهوم الكفاءة في التوظيف ولكن للأسف غاب معيار الكفاءة وحلّت مكانه الواسطة والشخصانية.

في كتاب التربية الوطنية يتمّ تعليم الطلّاب مفاهيم النظم والتشريعات والقوانين التي تنظم السلطة السياسية ولكن للأسف على أرض الواقع إهترأت السياسة بصدأ الفساد والتزوير والدجل..

في كتاب التربية الوطنية يتم تعليم الطلاب وجوب الإلتزام بالنظام وأن القانون يعلو ولا يُعلى عليه ولكن في الواقع القانون طأطأ رأسه للزعيم وإبن الزعيم وإبن العشيرة ومالك رؤوس الأموال…

وإن أردنا الإفاضة في الأمثلة لما اتسع لنا مقامٌ ولا مقالٌ..

إذاً الفضيحة الأفدح التي تسود كتاب التربية الوطنية هي الكذب..

فليتمّ تعديل محتوى هذه المادة ليُحافظَ على ما بقي من ماء الوجه أو فليتمّ تعديل ما يطبق بشكل خاطئ…

فهل ننشئ جيلاً مبنية قيمه ومبادؤه على الخداع؟

وبماذا سنجيب أبناءنا إن يوماً سألوا عن الوطن الذي رسمناه لهم على أوراق كتابهم والوطن الآخر الذي سيلقونه متى ما كبروا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى