توقعات صادمة للدكتور علي العيس عن المرحلة القادمة في لبنان وسوريا والعراق

صدى وادي التيم – متفرقات /
في الملف اللبناني، سنشهد مرحلة تطورية سريعة جداً بإستبدال أسماء سياسية قديمة بأسماء متجددة. فمثلاً من الممكن أن نشهد أن رئيس حزب سياسي على رأسه فلان يأتي بدلاً منه أبنه أو إبن عمه أو شخص جديد من العائلة، شاب وليس له إسم سابق في السياسة إلا ما ورد قليلاً على الإعلام. ويكون مقبول أمام الدول كلها وبشكل نسبي للشعب اللبناني، ولا يخلق أي نوع من التوتر وهذا ما يمكن أن نشهده في الفترة القريبة القادمة على مستوى الأحزاب اللبنانية.

من الناحية الثانية، من الممكن أن نرى تصعيد عنيف جداً في قصة الإغتيالات والتصفيات. فقد نشهد ربما بعض الحوادث الأمنية في مناطق متفرقة في لبنان على شكل إستهدافات لأسماء سياسية، دينية وغيرها. المطلوب من اللبنانيين الانتباه وعدم الإنجرار إلى الفتنة وعدم الإنجرار إلى التفلت في الشارع على شكل مظاهر مسلحة وبذلك يكون الكيان المحتل أول المستفيدين. وتفوت الفرصة على المحتل من خلال التمسك بالجيش اللبناني وبالسلم الأهلي والأخوية ما بين جميع فئات الشعب اللبناني. قلت سابقاً أني متخوف من قضية تخص مطار بيروت الدولي، وفرضية إستهداف أرضيته أو طائرة قادمة إليه. أما عن سبب ذلك، فهو بعض الأجسام السياسية المتورطة في الأحداث الأخيرة في إنفجار مرفأ بيروت أو أي ملف آخر مالي، إقتصادي، وغيره. فسيحاول هؤلاء السياسيين خلق قضية أمنية للفت النظر إليها وتمرير ما هو أكبر من ذلك.

أما في الملف الثاني، “المحاسبة” ستكون واضحة والخلاف بين الرئيس عون وباسيل سيظهر للعلن قريباً جداً وسنرى ذلك. أما عن قضية الودائع والأموال اللبنانية في البنوك أصبح الموعد قريباً جداً وتذكروا ذلك جيداً.

فيما يخص الملف السوري، وهنا سيشمل الملف نقاطاً عسكرية أكثر من كونها ساسية. مسألة “إدلب” ستبدو أكثر وضوحاً في الأيام القادمة، والعملية العسكرية في إدلب أصبحت قريبة جداً. وسنرى توغل تركي يشمل “تل رفعت” وبعض المناطق في الحدود السورية – التركية. وسيتم إستخلاص بعض المناطق من الكرد، لكن إنني أرى أن تحالف سيتم بين الجيش السوري وتحالف قوات سورية الديموقراطية بإشراف روسي ورضى أمريكي لمنع التقدم التركي في شرق الفرات والسيطرة على المنطقة. فهنالك بعض المدرعات الروسية أصبحت تدخل مناطق في شرق الفرات أمام عيون الأمريكيين، وبذلك فإن القصة في تلك المناطق أصبحت “مناطق مقايضة” بين الدول.

أميركا تريد الخروج لكنها بحاجة إلى بديل يبقى يضمن وجود قوات سوريا الديمقراطية، لأننا نتحدث عن مئة ألف مقاتل لديهم سلاح وعتاد أميركي متطور. فأميركا اليوم ليس لديها مانع بالخروج إذا تم إدماج قوات سورية الديمقراطية بالجيش السوري، بإشراف روسي وخطة جديدة تمنع التقدم التركي في المنطقة. الملف طبعاً قابل للتطور لكنني أرى أن التطورات الكبيرة ستحصل قبل دخول العام الجديد بشكل واضح.

الملف الأخير هو الملف العراقي، سبق وتحدثنا عن تنامي ال ت ي ا ر   ال ص  د ر ي وقلنا ذلك سابقاً. وأنا أرى أنه سيتصاعد أكثر وربما يأتي أحد المغتربين المنتميين للحزب ال ص د ر ي ليتولى زمام الحكومة. وسنرى أن التطور سيكون أكبر في قضية إخراج العراق من المحاور وسيقود تلك المرحلة التيار ال ص دري. وسنشهد للأسف بعض الإشتباكات المسلحة التي قد تظهر فجأة في بعض المناطق التي لن تكون راضية عن التسوية الدولية، وهنا الحديث عن إصطدامات دولية سيتم الاصطدام بها وسيكون الجيش العراقي فيصلاً في تلك القصة، وسيشارك التيار الص د ري بذلك.

إخراج العراق من محور له أكثر من ٢٥ سنة متمسك ومتربص به لن يكون بالأمر الهين أو البسيط، فليس مستغرب إذا رأينا التوتر يصل إلى الذروة، لكن ما بعده جميل جداً. أنا أدعو إلى التمسك بالجيش والوحدة الوطنية والمناداة بإستقلال العراق وسيادته، لأن ذلك السبيل الوحيد لإنقاذ العراق. مرحلة حساسة قادمة والمشهد في بعض الأحيان قد يكون قاطماً، لكنكم ستشهدوا تطورات أسرع بإتجاه التسوية ما بعد ظهور تلك المشاكل نتيجة الخلاف السياسي الحاصل ولا أرى أنها ستكون خطيرة.

الهديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى