قواعد حافظ الأسد تعود: رستم غزالة عارضَ إيران وهكذا يُحدَّد مصير دمشق وبيروت!
بعنوان “لعبة الشطرنج السوريّة في جبهة الجنوب: اللعب بكتاب قواعد حافظ الأسد”، نشر موقع “ميدل إيست آي” مقالاً جاء فيه: “في حال تمّ التوصّل حقًا إلى إتفاق في جنوب سوريا، فهناك احتمال كبير لترسيخ عودة الحكومة السوريّة إلى السيطرة الكاملة على البلاد”.
فقد عادَ مصطلح “باكس سيريانا” (في اللاتينية: “السلام السوري”) الى الواجهة، وهو يستخدم في دراسة العلاقات الدولية للإشارة الى جهود سوريا للتأثير على جيرانها، لا سيما لبنان. ولفت الموقع الى أنّ المصطلح يُستخدم للدلالة على السيطرة السورية على لبنان، كقوة موازية لإسرائيل، خلال معركة النفوذ بين إسرائيل وسوريا في المنطقة.
وأضاف الموقع: “في مرات عدّة، منذ الإنتداب الفرنسي، سعت دمشق لفرض سيطرتها على لبنان بطريقة ما، والسبب الأساسي كان الصراع بين إسرائيل وسوريا. ومن بعد الحرب التي نشبت عام 1967، تطغى مرتفعات الجولان على التفكير السوري، واحتدم الصراع حول من الجهة التي ستُسيطر على جنوب لبنان وسوريا”.
وتابع: “عام 2011، ومع دخول سوريا في حرب، بدأ القتال لإنقاذ البلاد، إلا أنّ الحكومة السورية خسرت أجزاءً من المنطقة الجنوبيّة. والآن، مع الدعم الروسي واستعادة السيطرة على مناطق في سوريا، تستعدّ القوات السوريّة للدخول مجددًا الى الجنوب، بعد اتفاق بين تل أبيب وموسكو، سمح للجيش السوري باستعادة السيطرة على مناطق كانت بقبضة مسلّحين معارضين”.
ورأى الموقع أنّ حدثين ضخمين ساهما بتصاعد هيمنة الرئيس الراحل حافظ الأسد في المنطقة، الأول تمثّل بترحيل “منظمة التحرير الفلسطينية” من الأردن الى جنوب لبنان، والثاني هو إتفاق السلام بين مصر وإسرائيل.
توازيًا، تشكّل الصواريخ الروسية والمستشارون العسكريون الروس مصدر قلق للولايات المتحدة وإسرائيل، وكان لروسيا مستشارون عسكريون وصوايخ أرض جو في لبنان، كالتي يملكونها الآن في سوريا. وكما هو الحال الآن، كان الدعم الروسي لدمشق استراتيجيًا للفوز بالسلام، ورغم وجود إيران في لبنان، قبلت إسرائيل والولايات المتحدة أن تحسم دمشق مصير لبنان. ويرى بعض الخبراء أنّ دمشق لطالما ميّزت في سياستها مع جيرانها أي بين لبنان والعراق، وفقًا لما نقله الموقع.
وأضاف أنّ الرئيس السابق للأمن السياسي السوري، رستم غزالة كان يعارض بشكلٍ كبير الإنخراط الإيراني في جنوب سوريا، بالتحديد لأن سوريا لم تكن قادرة على إغضاب إسرائيل، لا سيّما وأنّ الجيش السوري كان منتشرًا على جميع الجبهات. كما أنّ هناك تباينًا واضحًا بين الجيش السوري وبعض القوات الإيرانية والمجموعات التابعة لها. ومن داخل الجيش السوري يرون أنّ روسيا ساعدت الدولة السورية، بجيشها واستخباراتها، أمّا إيران فقد ساعدت المقاتلين التابعين لها، من دون مساعدة مباشرة للجيش السوري، بحسب الموقع.
ونوّه الموقع الى أنّه حتّى الآن من غير الواضح ما هو الإتفاق بين روسيا وإسرائيل في جنوب سوريا، وما نُشر عن هذا الموضوع كان حديث صحف، جاء فيه إنّه يتم بموجب الإتفاق السماح للجيش السوري باستعادة السيطرة على مناطق جنوب سوريا، مقابل إنسحاب القوات الإيرانية من هناك.
وذكر الموقع بما قاله الرئيس نبيه بري عن أنّ القوات الإيرانية ومقاتلي “حزب الله” لن ينسحبوا من سوريا “حتى تتحرر وتصبح أراضيها موحدة”، ولفت الى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب والأميركيين ليسوا مهتمّين بالبقاء في سوريا أكثر ممّا يلزم، ويشعرون أنّ الروس والإسرائيليين توصّلوا لاتفاق يرضيهم جدًا.
وبعد هذا العرض، أشار الموقع الى أنّ ما يحدث يشبه بشكل كبير، بل يكرّر ما جرى في الثمانينيات، عندما غادر الأميركيون لبنان، وأعطوا الدفّة للرئيس الراحل حافظ الأسد، ليديرها. وترى واشنطن أنّه يمكن لروسيا التأثير على دمشق لمنع أي حرب جديدة في المنطقة.
وختم المقال أنّ الإرث الذي مرّره الأسد الأب لابنه هو أنّ لعبة الشطرنج على الحدود الإسرائيلية ستُحدّد باستمرار مصير دمشق، ما يعني أنّه إذا تمّ التوصّل بالفعل الى اتفاق في جنوب سوريا، فإنّ الأمور ستذهب نحو استعادة دمشق للسيطرة الكلية على البلاد.
(ميدل إيست آي – لبنان 24)