“ذا أتلانتك” تدق ناقوس الخطر: “الشتاء العربي قادم”.. حضّروا أنفسكم للأسوأ!
تحت عنوان “الشتاء العربي قادم”، تناولت مجلة “ذا أتلانتك” الأميركية مساعي الدول الخليجية إلى “إثبات وجودها” في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، محذرةً من أنّ هذا الواقع يعدّ بمثابة “مشكلة” بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وانطلقت المجلة من تصريحات وزير الدفاع الأميركي السابق آشتون كارتر التي أطلقها قبل 3 سنوات، مذكرةً بأنّه أعاد جذور هيمنة إيران المتنامية في المنطقة إلى “وجودها على الأرض”، ودعا أخصامها الإقليميين إلى القيام بالمثل و”الدخول في اللعبة”.
وفيما لاحظت المجلة أنّ الدول الخليجية تحاول منذ العام 2015 الأخذ بالنصيحة الأميركية، رأت أنّه بات لكارتر، وغيره من الذين أعربوا عن حاجة الدول الخليجية إلى تخفيف اعتمادها على واشنطن ولعب دور كبير في المنطقة، سبباً وجيهاً لإعادة النظر بهذه النصيحة، مؤكدةً أنّ واشنطن ستواجه صعوبات كثيرة- بالمقارنة مع الماضي- إذا ما أرادت العودة إلى الساحة وممارسة نفوذها.
وفي تحليلها، ربطت المجلة بين ما يحصل في الشرق الأوسط اليوم وأحداث الربيع العربي، قائلةً إنّ “الحلف المعادي للثورات المتمثل بالسعودية والإمارات والبحرينومصر وحلفاءه في اليمن وليبيا وغيرهما من البلدان آمن بضرورة أن يكون المستقبل أكثر استبداداً من أي وقت مضى”.
وفي هذا الإطار، ذكّرت المجلة بتصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي قال فيه: “لن نضيع 30 سنة أخرى من حياتنا في التعامل مع أفكار متطرفة، سوف ندمر المتطرفين اليوم وفوراً”، قائلةً: “تبدو الدول المتسلطة عامة مستعدة أكثر من أي وقت مضى لتجاهل عن رغبات الشارع العربي”. وفي مصر، توقفت المجلة عند الحملة التي تُشن ضد “الإخوان” وعند تحكم السلطة بوسائل الإعلام، قائلةً: “يعتبر السيسي ومؤيدوه الإجراءات القاسية مقبولة لأنّها أرست استقراراً في البلاد”.
وبناء إلى هذه المعطيات، أكّدت المجلة أنّ الأولوية القصوى بالنسبة إلى الأنظمة المعادية للثورات تتمثل بالحؤول دون تكرار ثورات العام 2011، مبينةً أنّ هذه الأنظمة تعتقد أنّ الطريقة الأمثل للقيام بذلك تقضي بمواصلة السير على “النهج القمعي”.
إلى ذلك، نفت المجلة إمكانية حصول مصالحة أو مساومة بين “الحكومات المستبدة” ومعارضيها من الديمقراطيين أو الإسلاميين، محذرةً من أنّ الغرب سيتخلى عن حلمه بشرق أوسط منفتح سياسياً بشكل أكبر، إذا ما فازت الأنظمة، ومن دخول هذه الدول في اضطراب شبيه على نطاق الحرب السورية، وهي بيئة ستغيب عنها تماماً واشنطن، إذا ما فشلت الأنظمة.
ختاماً، أكدت المجلة أنّ أخصام إيران “باتوا على الأرض”، كما نصحهم كارتر، منبهةً من أنّ لا مبالاة واشنطن بما يجري في المنطقة من شأنه أن يؤدي إلى مستقبل أقل استقراراً من الذي سبقه.