كفرشوبا تمجّد انتخاباتها البلديّة بستّ مرشّحات بثلاث لوائح

صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /

في سابقة لم تعهدها بلدة كفرشوبا عاصمة ”العرقوب“ التاريخيّة، تمثّلت (السابقة) وللمرّة الأولى بترشّح ستّ نساء من مشارب مختلفة إلى انتخاباتها البلديّة المقبلة، بعدما كانت مجالسها المحلّيّة السابقة حكرًا على الرجال، لذلك يفترض أن تشهد البلدة الواقعة في أعالي منطقة حاصبيا والقريبة من مزارع شبعا، هذه المرّة، سخونة انتخابيّة ربّما تؤدّي لو حظينَ المرشحات بتأييد النساء في كفرشوبا إلى دخولهنّ جميعهنّ إلى المجلس الجديد متجاوزات بذلك ثلث أعضائه البالغين 15 عضوًا.

انتفاضة على الاستبعاد

يرى المتابعون من أبناء كفرشوبا والجوار أنّ هذه الكثافة من الترشّح النسويّ إلى المجلس البلديّ الجديد تمثّل انتفاضة نسائيّة بحدّ ذاتها على تاريخيّة استبعاد المرأة عن المشاركة في الحياة العامّة والمحلّيّة في البلدة بعدما تصدّرت مراكز متقدّمة في الطبّ والهندسة والمحاماة والتعليم والوظائف العامّة وفي كثير من شؤون الحياة، وها أنّها تتحمّل جنبًا إلى جنب مع الرجل تبعات العدوان الإسرائيليّ الأخير والنزوح وفي حماية الأسرة وإدارة شؤونها. وتعتبر إحدى الناشطات في اللوائح الانتخابيّة الثلاث التي تشكّلت في كفرشوبا بين مكتملة وغير مكتملة هذا الإقبال على الترشح بمثابة خروج من الظلّ إلى الفعل الحياتيّ على مستوياته السياسيّة والاجتماعيّة والخدماتيّة.

إذًا، ثمّة ثلاث لوائح تشكّلت في كفرشوبا منها لائحة مكتملة برئاسة الدكتور قاسم القادري، رئيس البلديّة الحالية تحت مسمّى ”الوحدة والإنقاذ“، وثانية بتسمية ”نبض لإعمار كفرشوبا“ من سبعة مرشحين، وثالثة تحت عنوان ”نهضة كفرشوبا“ من تسعة مرشحين، وتتوزّع السيّدات أو الشابّات الستّ بين هذه اللوائح التي نشرت برامجها الانتخابيّة وتدعو جميعها إلى إعادة إعمار ما تهدّم في كفرشوبا في الحرب الإسرائيليّة الأخيرة وإلى تنمية البلدة على مختلف الصعد وتطويرها وخدمة أبنائها.

ترشّحت سحر فوّاز قصب ولبنه صالح على لائحة ”الوحدة والإنقاذ“ وزهيّة قاسم خبّيز ومروة علي قصب على لائحة ”نبض لإعمار كفرشوبا“ وصبحيّة قاسم الحجلي وفاطمة رياض اللقّيس على لائحة ”نهضة كفرشوبا“.

نحن القوّة

تقول المرشّحة سحر فوّاز قصب على لائحة ”الوحدة والإنقاذ“: ”ترشّحت كي أثبت للعالم أنّ دور الشباب والصبايا قادر على تـحقيق وجودهم في العمل لمصلحة ضيعتنا كفرشوبا، فعلى الرغم ممّا حصل من عدوان وتهجير، يمكننا أن نقف مجدّدًا على أرجلنا وأن نعمل للمصلحة العامّة، وأنا سأشارك في عمليّة الدعم النفسيّ، وهو تخصّصي“. وتردف: ”نحن جيل النساء لا يمكن لأحد أن يوقفنا ويمكننا صناعة المستحيل كي تكون بلدتنا مثل غيرها من البلدات النامية وتكون سياحيّة ومزدهرة ومتطوّرة. كنّا نشعر دائمًا أنّه من حقّنا أن نأخذ فرصتنا ودورنا في الحياة الاجتماعيّة والمحلّيّة جنبًا إلى جنب مع الرجل وأظنّ أنّه آن الأوان لذلك، ومن هنا نجد هذا الإقبال على الترشّح، ربّما لأنّنا نحن القوّة“.

سحر هي ابنة فوّاز قاسم قصب، عضو المجلس البلديّ الأخير، تتابع في حديثها إلى ”مناطق نت“ إنّ بعض المتلاعبين بالقانون منعوا ترشّح والدها، فأقدمت هي على ذلك ”لأثبت أنّه مهما فعلوا سيبقى الحقّ أقوى وأنّني قادرة على الترشّح، فوالدي قام بواجبه على أكمل وجه ولم يقصّر مع أحد من أبناء البلدة، لذلك سأكمل رسالته في البلديّة لو قيّض لي الوصول، وستبقى رؤوسنا مرفوعة“.

سحر فواز قصب مرشّحة على لائحة “الوحدة والإنقاذ”

وتضيف: ”أنا سحر قصب عمري 29 سنة، متخرّجة من الجامعة اللبنانيّة، أنهيت تخصّص تربية حضانيّة للأطفال وماجستير في علم النفس للأطفال وأعمل باختصاصي كمعالجة نفسيّة في صيدا والجوار، ويمكنني مع زميلات لي من كفرشوبا متخصّصات في علم النفس للكبار وفي النطق وغيرها أن نقدّم لضيعتنا كثيرًا وبخاصّة بعد الحرب التي تركت آثارًا نفسيّة مؤلمة على الجميع، وهم بحاجة إلى دعم نفسيّ ومعنويّ ويمكننا كذلك مساعدة التلامذة المتقدّمين إلى امتحانات الشهادات المتوسّطة والثانويّة“.

أتمنّى وصول المرشحات الستّ

الطبيبة صبحيّة الحجلي مرشحة على لائحة ”نهضة كفرشوبا“ تقول في حديث لـ ”مناطق نت“: ”أنا ابنة شهيد في الجيش اللبنانيّ هو قاسم الحجلي، استشهد في العام 1976، متخصّصة في الأمراض الجلديّة في فرنسا، وحضرت إلى لبنان سنة 2000، لديّ شغف اسمه خدمة أبناء قريتي كفرشوبا الذين عانوا كثيرًا من الحروب التي تعود إلى عقود كثيرة وقديمة، وكانوا ببوز المدفع في مختلف الحروب التي حصلت وبمواجهة الاعتداءات الإسرائيليّة، وأعتقد أنّ كثيرات مثلي مندفعات تجاه خدمة كفرشوبا وأهلها ومنهم مجموعة من الصبايا، هنّ لسنَ في اللائحة نفسها، بل يتوزّعن على ثلاث لوائح“.

تتمنّى الطبيبة الحجلي ”وصول الصبايا المرشّحات جميعهنّ إلى المجلس البلديّ، وما المانع من أن تكون البلديّة مؤلّفة من تسعة شباب وستّ صبايا؟ وأعتقد أنّ الصبايا والسيّدات يشعرن أكثر من غيرهن بعذابات الكبار والمسنّين واحتياجات الناس ولديهنّ ما يكفي من طاقة لتحمّل المسؤوليّة، ولديهنّ القدرة على الصبر والتحمّل، وكفرشوبا ولاّدة الأبطال والمقاومين والمزارعين والصامدين، وهم أبناء نساء البلدة اللواتي ربّينهم على المروءة والعنفوان والصلابة“.

صبحية قاسم الحجلي مرشحة على لائحة “نهضة كفرشوبا”

وترى ”إنّها فرصة لإيفاء نساء كفرشوبا حقّهنّ في تحمّل جزء من العمل البلديّ أتمنّى ألّا تخيب، مع الشكر الجزيل إلى كلّ ما فعلته البلديّات السابقة في كفرشوبا في سبيل التغيير أو محاولة التغيير، ونفّذت على رغم المعوّقات الكثيرة ما استطاعت إليه سبيلًا“.

وتختم الطبيبة الحجلي ”نحن في لائحة لسنا ضدّ أحد، غير محسوبين على أحد، ولا نتلقّى دعمًا من أحد، ربّما يحاول البعض أعطاءنا صبغة معيّنة، لكن أبدًا، لا أحد منّا يحمل بطاقة حزبيّة، والشباب في اللائحة منهم متقاعدون من الجيش اللبنانيّ، وأحدهم كان مسافرًا إلى الإمارات العربيّة المتّحدة واثنان آخران كانا في كفرشوبا في مختلف مراحلها الأمنيّة وعانيا كثيرًا ممّا تعرضت له كفرشوبا. لائحتنا غير مكتملة مؤلّفة من تسعة مرشّحين، وثمّة ستة أماكن شاغرة ومن يخترق مرحّب به، فالبلديّة تتّسع للجميع، ومن حقّ الجميع، ويجب أن تكون مفتوحة على الجميع“.

وصولنا سيحدث تغييرًا

تعلّم المرشّحة زهيّة قاسم خبّيز (من لائحة نبض) في المدرسة الرسميّة منذ 16 عامًا وهي عضو ناشطة في رابطة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسيّ الرسميّ، وترى في حماسة الترشّح النسائيّ في كفرشوبا ”أنّنا بتنا في موقع متقدّم من المساواة بين المرأة والرجل، فهي صارت تعمل وتنتج بما يقارب المناصفة من الرجل، وربّما آن الأوان كي نتخلّى عن التقليد المجحف في أنّ إدارة الحياة العامّة والبلديّات حكر على الرجل وليس غيره، وسأجد متّسعًا من الوقت فيما لو نجحت إلى البلديّة كي أعمل لمصلحة الناس وتطوير البلدة“.

زهية قاسم خبيز مرشحة على لائحة “نبض لإحياء كفرشوبا”

وتتوقّع خبّيز أن يحدث وصول الصبايا والنساء إلى المجلس البلديّ ”تغييرًا على مختلف المستويات الخدماتيّة والإنمائيّة والثقافيّة، وقد نشرنا برامجنا الانتخابيّة الواضحة ضمن اللوائح وسنسعى بكلّ جهد إلى إحداث التنمية والتغيير“.

لماذا غيّبن عن البلديّات السابقة؟

”أنا مروى قصب، مهندسة داخليّة، أدرّس بمعهد جامعيّ في صيدا، درّست لمدة سنة في كفرشوبا، ولدي مؤسّسة تهتمّ بشؤون التصميم والخرائط والأبنية“ بذلك تعرّف المهندسة مروى علي قصب عن نفسها وتجد أنّها ستكرّس حيّزًا من تخصّصها في العمل البلديّ.

وتضيف مروى قصب: ”كنتُ أولى من تقدمتْ بطلب ترشيحها إلى الانتخابات البلديّة وبعدي تقدمت خمس مرشّحات أخريات فأضحينا ستّ مرشحات، لقد دخلت نساء كفرشوبا في مختلف شؤون الحياة، يقمن بدورات تدريبيّة على مختلف الصعد، ينتجن ويسوّقن من داخل بيوتهنّ، فلماذا لا يكوننّ في البلديّة؟ ثمّة كثير من النشاطات والمشاريع التي يمكن للنساء أن يحدثنها في البلديّة والبلدة، وأن يطوّرن دورة الحياة برمّتها، أن يتقدّمن بالتعليم إلى مصاف مميّزة. برأيي ليس غريبًا أن تدخل المرأة إلى بلديّة كفرشوبا الجديدة، بل الغريب لماذا لم تكن موجودة في البلديّات السابقة؟“.

التغيير يحدثه جيل الشباب

وتؤكّد مروى قصب لـ ”مناطق نت“ أنّ ”التغيير المتوقّع في البلديّة المقبلة لن يحدث إلّا بالتعاون بين الرجل والمرأة، بين جيل الشباب والصبايا الذي سيدخل إلى البلديّة وفق رؤى متقدّمة تواكب العصر، وتخرجنا من الأوضاع التي حلّت في معظم مناطق وبلدات الجنوب جرّاء الحرب، فلا يمكن المتابعة على النمط القديم وانتظار الفرج القادم من المجهول، ويد واحدة في البلديّة لن تصفّق“. وتردف: ”لا أحكي هنا عن المرأة وحدها، بل هذه المجموعة من الشباب والصبايا التي تترشح في هذه اللوائح، الجيل الشاب، مع بعضنا يمكننا أن نحدث أيّ تغيير، من خلال طرح الأفكار وتبادلها والبحث عن وسائل عديدة لتأمين التمويل اللازم بغية إقامة المشاريع التي ستنعش كفرشوبا وتجعلها أفضل“.

تجد قصب أنّ أحداثًا كثيرة أبعدت الناس عن بعضها ”من آفة كورونا إلى الانهيار الاقتصاديّ ثمّ الحرب الكبرى التي حصلت، ثمّة سبع أو ثماني سنوات عجاف مرّت، كلّ هذه الأمور أوجدت مسافات بين الناس، ومنهم أبناء كفرشوبا، وأنا واحدة منهم، كنت أعرف جميع أبناء كفرشوبا، بتّ كأنّني لا أعرف أحدًا، لذلك سيكون سعينا حثيثًا كي نعيد التقارب واللحمة والتوحّد حول تنمية كفرشوبا. أعتقد أنّ كثيرًا من المشاريع يمكن أن ندرسها وأن نضعها قيد التنفيذ“.

المرشحة مروة قصب مرشحة على لائحة “نبض لإحياء كفرشوبا”

وتنتقد قصب ”عدم وجود مركز صحّيّ أوّليّ في كفرشوبا التي تعاني الأمرّين من الاعتداءات الإسرائيليّة منذ زمن بعيد، ولدينا عدد لا بأس به من الأطبّاء والمتخصّصين، فلماذا لا نفعّل هذا المركز الذي يحتاجه جميع سكان البلديّة، من شباب ومسنّين، لي خال شيد بناء لكي يكون مستوصفًا، هو أبو سمير قصب، ولدي خال آخر أصيب بذبحة في الشريان الأبهر ولكي يحضر عناصر الصليب الأحمر من حاصبيا إلى كفرشوبا استغرق الأمر نحو ساعة، ممّا أدّى إلى وفاته“.

فشل الرجال.. جرّبونا

تعمل فاطمة رياض اللقّيس في التعليم الثانويّ، وهي تنتسب إلى لائحة ”نهضة كفرشوبا“. تقول: ”زوجي وأبنائي مسافرون، وأنا لديّ متّسع من الوقت كي أساهم في خدمة ضيعتي، وأنا أصلًا أحبّ الشأن العام، وبما أنّ ثمّة تغييرات حاصلة في لبنان وتراجع سطوة الأحزاب، قلت لنفسي ترشّحي إلى البلديّة، وهذا ما فعلته“. وتسأل: ”ما المانع من أن تلعب المرأة دورها في هذا الإطار؟ من المعيب أن يغيّب دورها حتّى الآن وليس خطأً أن تتصدّر الشأن العام وأن تجرّب دورها في العمل البلديّ، وطالما أنها ناجحة في عملها في التعليم والطبابة والهندسة والمحاماة، فلماذا تستبعد من العمل البلديّ؟ ولماذا هذه الصورة النمطيّة عن لبنان وكأنّ لا دور للمرأة فيه“.

وتشير لـ ”مناطق نت“ إلى أنّ ”أكثر من 70 في المئة من بلديّات لبنان فشلت في تجاربها السابقة وجلّ رؤسائها وأعضائها هم من الرجال، فلنجرّب هذه المرّة النساء، جرّبونا، بالتأكيد أعني من لديهنّ الكفاءة والرغبة وليس بتشجيع عائليّ أو حزبيّ. نحن أعضاء لائحة، مجموعة من المتعلّمين والمثقّفين، واتّفقنا في ما بيننا أنّ من يجمع أصواتًا أكثر يكون رئيسًا للبلديّة ومن ثمّ نائب الرئيس ودواليك، سواء كانت إمرأة أو رجلًا. أنا حماستي تكمن في أنّني يمكن أن أقدّم شيئًا من خلال المجلس البلديّ وسألعب دور الرقابة أكثر منه في المشاريع، فلنجرّب مرة ألّا يكون أحد سارقًا ونحن نتفرّج عليه، بل أن نقف له بالمرصاد. أنا كإمرأة سأقف بالمرصاد للسارقين لو أتيح لي الوصول إلى البلديّة. عبالي تجربة كيف يمكن لأحدنا أن يفعل شيئًا“.

فاطمة اللقيس مرشحة على لائحة نهضة كفرشوبا

أمّا المرشحة لبنه صالح على لائحة ”الوحدة والإنقاذ“ فتؤكّد أنّها لم تكن ترغب في الترشّح إلّا أنّها عدلت ”لأنني من كفرشوبا وسكّان حلتا، التي تعاني من ظروف صعبة جدًّا ومهمّشة من قبل الدولة مثلها مثل كفرشوبا، التي تتجاهل أنّنا على الحدود وفي منطقة العرقوب وأنّنا نتعرّض منذ زمن بعيد لشتّى صنوف العدوان، ونعاني من نقص كبير في مجمل الخدمات، وليس لدينا أدنى مقوّمات الحياة، لذا اقترح الأهل والأقارب أن أترشّح إلى بلديّة كفرشوبا التي تقع حلتا تحت وصايتها وعنايتها، لعلّني أستطيع تغيير الواقع“.

وتضيف لـ ”مناطق نت“: ”شجّعني رئيس البلديّة الدكتور قاسم القادري على الترشّح بعدما سبق لي وأن تعاونّا سويًّا في نشاطات البلديّة ومنها صندوق دعم كفرشوبا الذي بدأ يوم الأزمة الماليّة ثمّ استمر في جائحة كورونا، ولعبت دورًا في الاتّصال بجهات مانحة لتأمين مساعدات لأبناء كفرشوبا والجوار. أنا لا أنتمي إلّا لهذه الأرض، أنا ابنة العرقوب ولا أترشح اليوم إلى البلديّة من أيّ خلفيّة حزبيّة أو سياسيّة“.

الخروج من الظلّ إلى الفعل

تقول أحلام القادري (المنسّقة الاجتماعيّة) في لائحة ”نبض لإعمار كفرشوبا“: إنّ دخول المرأة معترك العمل البلديّ لا يُعدّ خطوة فرديّة وحسب، بل انعكاس حقيقيّ لإرادة جماعيّة تسعى إلى إعادة تعريف أدوار المرأة في الحياة العامّة والقرار المحلّيّ. فترشّحها، لا ينبع من طموح شخصيّ فقط، بل يمثل رغبة مجتمعيّة بأن يكون للمرأة الكفرشوبيّة دور فاعل ومؤثّر في مشروع الإعمار والتنمية، بعيدًا من الإقصاء، منفتحًا على الكفاءة والتشاركيّة.“

وتشير في حديث لـ ”مناطق نت“ إلى أنّ ”المرأة في كفرشوبا لم تكن يومًا غائبة عن المشهد الحياتيّ، لكنّها تخرج اليوم من الظلّ إلى الفعل السياسيّ والاجتماعيّ، مستندةً إلى رصيد اجتماعيّ راكمته خلال سنوات من العطاء في التربية والرعاية والعمل المجتمعيّ التطوّعيّ. من هذا المنطلق، تُمثّل اللائحة مساحة جديدة لإحياء مفهوم الشرعيّة الشعبيّة، ليس بالوراثة أو الانتماء العائليّ، بل بالكفاءة، والتمثيل المتوازن، والحضور الواعي. إنّ ما نشهده اليوم من خلال دور المرأة في الاستحقاق الانتخابي في بلدة كفرشوبا، هو خطوة نحو إعادة تشكيل البنية الاجتماعيّة والسياسيّة في البلدة، حيث لم يعد القرار حكرًا على الرجال، ولم يعد الصوت النسائيّ هامشيًّا أو رمزيًّا، بل أصبح نابضًا ومؤثّرًا. إنّها دعوة لإعادة الاعتبار لصوت المرأة، ليس كحق مكتسب وحسب، بل كضرورة مجتمعيّة للتوازن والنهضة.

لبنه أديب صالح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!