غرافيا: غسان قنتيس… قامة إنسانية ( بقلم سلمان لمع)

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /

 

في زمنٍ أعتمت أيامه وقست،
وضربت جائحة كورونا وأوجعت..
وتعمقت أزمة اقتصادية مالية،
تهاوت قيمة شرائية لعملة لبنانية،
وعم البلاد وهنٌ عظيم:
شللٌ في ادارات الدولة ومؤسساتها،
فقدت الكهرباء فتوقفت آبار مياه…
باختصار عمّت حالة فوضى في مختلف ميادين الحياة.. حالة أطلق عليها بعض علماء الاجتماع:
(العتمة الاجتماعية) بمعنى غياب ضوء يشير او ينير..
فتظهّرت مقولة الأجداد أن (في زمن الشدائد تُعرف معادن الرجال)..
في ذاك الوقت بدأت اسمع عن (رجلٍ قامة) من تيم جنوبي عزيز، تصدّى لواقع، واجه بجودٍ وأجاد، فأشرع مساعداً:
(ها أنذا في خدمة أهلي ومنطقتي)..
وصدحت أخبار عطاءاته:
معدات طبية وأجهزة تنفس في مواجهة كورونا قاتلة، فأنقذ وبلسمَ..
دفعات مالية كبيرة لتشغيل كهرباء الطاقة الشمسية لمحطات ضخ المياه..
مساعدات مالية للصليب الأحمر والدفاع المدني في ظروف عملهم المستجد والصعب.
مساعدات مالية لمستشفى المنطقة لاستمرار عمله، وللمؤسسات والمستوصفات التى باتت تصفر في فراغ.
تقديمات لتطوير البنى الرياضية، ومساعدة لإنشاء مبنى للكشاف اللبناني، وذا وجه من (وجوه الرجل المشرقة) في اهتمامه بالشباب أمل مستقبل آمَنَ به..
ولم ينسَ دعم البلديات لتواجه، ومساعدات للأهالي لصمودٍ في وجه شتاء وصقيع، محروقات تُوزّع ويستفيد منها مئات العائلات في اكثر من قرية…
وبعد،
لم ألتقِ الرجل، ولكنه كان حاضرا يبدع العطاء فعلا إنسانيا، ألقاه في أحاديث الناس وفي كتابات الأصدقاء وفي توهج الوجدان الشعبي امتنانا وشكرا وعرفانا..
هذا (القنديل الذي أضاء في عتمة ليل) كما وصفه أحد الاصدقاء.. تجد غرافيا صعوبة في الإحاطة، فتترك لأبناء التيم الحديث عن تجربة (ضياء نفس شفيفة)…
وقبل وبعد،
كنت صغيرا، حين سمعت المرحوم والدي يتحدث عن طبيب رؤوف رحوم.. علق بذهني اسم عائلته ربما لغرابة او لجرس موسيقي لا أدري: قنتيس.. عرفت فيما بعد أنه المرحوم الدكتور شحادة قنتيس.. وإذ بضيف غرافيا اليوم ( هذا الكعك الطيب من ذاك العجين الموغل في بركة الغلال)…
وكلمة،
هو الرجل الذي عمل في المغتربات  وبقي الحنين يوثّق عرى مروءته مع أرض أهل وأجداد. فكان الحاضر في الصعاب، والكريم في مقصد، والمعطي بلا سؤال، والمستجيب بلا طلب..
إنه #الاستاذ_غسان_شحادة_قنتيس تفخر غرافيا بتقديمه مثالا للإنسان المشرقي الأصيل من حاضرة الكفير الضاربة في عمق تاريخ مشرقي، وأهل فيها أحباء وأصدقاء .
ذا التيم في بهاء، وتي قامات فيه كانت، وما زالت، وجهتها النور الحقّ، وتشع بالضياء البهيّ..
كل التقدير يا (الإنسان أنتم في مرتقى فعل وعمل) و كل طيب..
شكرا من القلب لكم (قامة تيمية في رحب إنسانية)
وشكرا مضافة، موصولة للسيدة Layla Kantiss تتابع وتضيف..

سلمان لمع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!