الإنتماء…بقلم لينا صياغة
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
تهكم بعضهم ممن تلقوا الدعوة للحضور والمشاركة في إحدى النوادي التثقيفية اللبنانية على العنوان المسطور وتحته جملة ” العلم والعمل و مكارم الأخلاق ” حين بدأ المحاضر المحادثة ،
وقف أحد المتهكمين مستهزءاً وقال : ” هل تكبدت العناء للوصول الى بلدتنا لتعلّمنا معنى الإنتماء ؟ وهل تظن أننا لا نعرف معناه ؟رد المحاضر برزانة : “الإنتماء يبدأ بالتقدير والاحترام للأفراد الذين يُحادثوننا كوننا بشراً ونتواصل عبر الكلام أولاً !
ثانياً : عدم التفرّد بالأحكام والنقد قبل المعرفة والفهم لأي فكرة أو عمل مطروح.ثالثا: الإنتماء هو الإستعداد أن تضع يدك بيد أخيك ، أن تستأنس بجارك ، أن تهتم بنظام ونظافة بلدك، أن تخاف العنف والتعنيف بين الأشخاص ، أن لا تتهور بردود أفعالك ، أن تكون لطيفاً ، أن تتحمل المسؤولية ، أن تحب وتتقن عملك وتعلم بأنه متعة لك وليس جبراً وإتقانه يعني بأنك انسان سليم السريرة لأن العمل عبادة بحد ذاته ، إنظر الى حال بلدنا كيف هو يعاني ليس لقلة موارده وثرواته فهي لا تُعد ولا تحصى إنما قلة استعمال عقولنا بالشكل الصحيح ،. وبعدنا عن القيم وعنفنا في التعامل مع بعضنا البعض ، إنظر كيف نحتج ونبتهج بإحراق الإطارات وتلويث البيئة وقطع الشوارع وإطلاق الرصاص وتعريض المواطنين للخطر حتى في أعراسنا أي وجه حضاري هذا في التعبير؟ أنظر كيف تُبنى الأسر والزيجات في مجتمعاتنا أغلبها عقد صفقة تجارية ، أين المحبة والإنسجام التي هي أركان العلاقات السليمة .الشعور بالإنتماء يبدأ منذ الولادة إذ نحن بحاجة لحضن دافئ وبعدها نحتاج لإخوة وأصدقاء ثم لمجتمع ووطن ، الإنتماء هو تربية طفل على الانظباط والتعليم والنظافة والمحبة والقيم والتكيف مع مصلحة المجموعة لأنه جزء منها ليكون في المستقبل عاملًا فعالًا له كيانه وقدراته وتأثيره في بناء نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه .هكذا هو الإنتماء ليكون حاضرًا فمن كان حاضرًا يعني انه حي ، ومن كان حي يعني انه متفاعل ومن كان متفاعلا ً يعني انه موجود.
ثم أضاف المحاضر هذا شيء بسيط لكلمة الإنتماء وما تؤول اليه انتماءاتنا وكله يصبّ في خانة التطبيق والعمل.!خجل هذا المتهكم وقدم إعتذاره من المحاضر أمام الجميع ، وقال نحن بحاجة ماسة لتلك المحادثات والمحاضرات البناءة التي توقظ فينا الإنسان من اناس حكماء مثقفين أمثالك ، صفق الجميع لهذا الموقف الجميل تعبيرا عن بهجتهم .سورة التوبة آية 105” قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وتُردون الى عالم الغيب والشهادة فينبأكم بما كنتم تعملون”سورة النجم آية 39” ليس للإنسان الاّ ما سعى وإن سعى سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى”.
بقلم لينا صياغة