سقوط الأسد هل سيكون حلاً أو فوضى ما بعدها فوضى؟

صدى وادي التيم – أخبار العالم العربي /
 مصير السياسيين اللبنانيين الذين يُعتبرون حلفاء للرئيس السوري بشار الأسد يرتبط بشكلٍ مباشرٍ بطبيعة وأبعاد أي تغيير محتمل في سوريا. 
إذا سقط الأسد، فإنّ تأثير هذا الحدث سيعتمد على الطريقة التي يسقط بها والنظام الذي سيخلفه. 
وهناك عدة سيناريوهات محتملة.
إذا سقط الأسد بسيناريو فوضوي أو بسيطرة معارضة متطرفة، الحلفاء سيواجهون عزلة داخلية وخارجية،
ألحلفاء اللبنانيون للأسد، خاصةً أولئك الذين كانوا يعتمدون على دعمه المباشر، قد يجدون أنفسهم في موقفٍ ضعيفٍ، قد تتراجع شعبيتهم داخلياً بسبب فقدان ركيزتهم الإقليمية.
ولا ننسى الصحافيين المروجين للنظام سيواجهون خياراتٍ محدودةٍ إما الهروب، المحاسبة، أو محاولة التكيف لكن مصداقيتهم المهنية ستتضرر بشدة، وسيُنظر إليهم كأدوات دعاية لنظامٍ سقط. 
طبيعة المرحلة الجديدة في سوريا ستحدّد إلى أي مدى سيتم التعامل معهم بصرامة ومحاكمتهم أو بالتسامح.
قد يُنظر إليهم كجزء من النظام القديم الذي فقد شرعيته، فالعديد من السياسيين والصحافيين قد يهربون إلى دولٍ أخرى، خصوصاً تلك التي كانت داعمة للنظام مثل روسيا أو إيران، طلباً للحماية، هذا السيناريو حدث مع شخصياتٍ إعلاميةٍ بارزةٍ في تجارب مشابهة (مثل العراق وليبيا).
إمكانية الاستهداف السياسي مثلاً فإذا سيطرت قوى معارضة متشددة في سوريا، فقد تتخذ موقفاً عدائياً تجاه هؤلاء السياسيين والصحافيين وتعتبرهم امتداداً لنظام الأسد.
أما إذا سقط الأسد نتيجة اتفاقٍ دوليٍ وإقليمي ونتيجة تسوية سياسية (مثلاً اتفاق دولي على حكومة انتقالية)، فطبعاً سيبقى للأسد بعض النفوذ وممكن أن يُعلن الدولة العلوية ، فقد يتمكن حلفاؤه اللبنانيون من التكيّف مع الوضع الجديد، قد يحاولون بناء علاقاتٍ جديدةٍ مع النظام السوري القادم.
سيستفيدون من نفوذهم المحلي لتجنّب خسارة مكانتهم بشكلٍ كاملٍ.
بعض هؤلاء السياسيين والصحافيين قد يبدأون بالابتعاد التدريجي عن الأسد قبل سقوطه، محاولين إعادة بناء صورتهم كـ”وسطيين” أو “براغماتيين” وما أكثرهم ..
إذا استمر التحالف الإقليمي بين (إيران وحزب الله) سيكون لديهم الحفاظ على جزءٍ من التأثير ، إذا بقي النفوذ الإيراني قوياً في المنطقة هذا إن سقط الأسد، فإنّ الحلفاء اللبنانيين سيعتمدون على علاقتهم بحزب الله وإيران للحفاظ على مواقعهم السياسية.
حزب الله، باعتباره كان قوة رئيسية في لبنان، قد يوفر حماية سياسية لبعض هؤلاء الحلفاء.
مع ذلك، ضعف المحور السوري الإيراني سيؤثر بشكلٍ عامٍ على قوتهم.
والأهم أنّ بعض الحلفاء قد يواجهون دعاوى قضائية أو ضغوطاً داخلية وخارجية، خاصةً إذا كان لهم دور بارز في دعم الأسد خلال الحرب.
قد يتعرّضون لعقوباتٍ دوليةٍ جديدةٍ أو إعادة فتح ملفات مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان.
ألشارع اللبناني قد يُحمّلهم مسؤولية سياسية عن ارتباطهم بنظامٍ فشل في البقاء، مما يؤدي إلى تآكل قاعدتهم الشعبية.
إذا تسبّب سقوط الأسد بحالةٍ من الفوضى الإقليمية، فإنّ لبنان نفسه قد يواجه تداعيات كبيرة، مثل، تصاعد الانقسامات الطائفية، وعودة الاشتباكات بين المعسكرات السياسية المختلفة في الداخل اللبناني.
زيادة التدخلات الخارجية، مما يُضعف كل السياسيين اللبنانيين، سواء المؤيدين أو المعارضين للأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!