تصنيف فصائل درزية بـ”الإرهاب”:خطة روسية لتسوّيق”الفيلق الخامس
وقيل إن القيادي في مليشيا موالية عماد العقباني، هو من سعى مؤخراً لهذه المبادرة، التي “لاقت ترحيباً من الجانب الروسي”. وطالبت الشبكات الموالية “من المواطنين الاتصال بالعقباني للاستفسار”، فيما اعتبرت أنها “فرصة كبيرة لكافة الشباب للدخول في هذه التسوية الجدية”.
وقالت مصادر خاصة لـ”المدن” إن روسيا تسعى لإقامة تشكيل عسكري في المنطقة الجنوبية، وضمنها السويداء، تحت راية “الفيلق الخامس” بإشراف ضباط روس ومن قوات النظام، بالإضافة لقادة مليشيات موالية من أبناء المنطقة.
وتشمل “آلية التسوية”، بحسب مصادر “المدن”، المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية والمنشقين “الفارين”، لا المطلوبين بقضايا جنائية أو سياسية أو المحالين لـ”محكمة الإرهاب”. وسيقضي الملتحقون خدمتهم في المنطقة الجنوبية؛ درعا والسويداء والقنيطرة. ولكن العقد ينص على الخدمة في جميع الأراضي السورية.
وسيحصل المنتسبون على 200 دولار كراتب شهري، مقدمة من الجانب الروسي، بالإضافة إلى راتب أخر من الجانب السوري مماثل لرواتب ضباط وعناصر قوات النظام، فضلاً عن احتساب السنوات التي يقضيها المنتسب في “الفيلق الخامس” من سنوات الخدمة في قوات النظام، والحصول على تعويضات مادية ومعنوية في حال القتل أو الإصابة.
وتضم السويداء حوالي 53 ألف متخلف ومنشق عن الخدمة في قوات النظام، بحسب إحصاءات الناشطين. ويعود ذلك لتوقف النظام عن اعتقال المطلوبين للخدمة والمنشقين الدروز، منذ العام 2014، مع بروز “حركة رجال الكرامة” وتبنيها حماية المطلوبين للخدمة.
مصدر “المدن” أشار إلى أن “التسوية” المطروحة حالياً لا تزال في طورها التنظيمي، وجمع ملفات الراغبين بالانتساب، وأن “نجاحها يقترن بنسبة الإقبال عليها”، مؤكداً أنه “سيتم إنشاء مراكز للفيلق الخامس بإشراف روسي في المنطقة الجنوبية خلال مدة زمنية” لم يحددها.
مصادر “المدن” أشارت إلى أن نسبة المقبلين على “التسوية” المطروحة ما زالت محدودة جداً، ولم تتجاوز العشرات ممن اعتبروا أن المغريات المادية قد تكون دافعاً جيداً لهم بعد سنوات من الامتناع عن الإلتحاق بقوات النظام.
وليس هذا العرض الروسي الأول في السويداء، ففي أيار/مايو 2017، عقد مندوب من الجيش الروسي برفقة مندوبين من “القيادة السورية السياسية والعسكرية”، اجتماعاً في المركز الثقافي في مدينة السويداء، مع وجهاء ورجال دين من المحافظة، عرض فيه المندوب الروسي حلاً لمشكلة المتخلفين عبر تشكيل فصيل عسكري، بمرتب شهري 200 دولار، وضمانات صحية واحتساب سنوات الخدمة. ولم يلق ذلك العرض تجاوباً حينها.
وكان وفد روسي قد عقد اجتماعاً مع مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، وقيادات سياسية وأمنية في مبنى المحافظة، في حزيران/يونيو، قالوا فيه بوجود “فصائل مسلحة إرهابية” في السويداء، بينها “حركة رجال الكرامة”، وإن الحلول المطروحة معها إما أمنية أو عن طريق “المصالحات”. وأكد ناشطون أن مشيخة العقل رفضت إطلاق صفة “الإرهاب” على الفصائل المحلية في السويداء، على اعتبار أن هذه الفصائل تشكلت لـ”الحماية الذاتية”.
ويبدو الروس مصممين على إنهاء التخلف عن الخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام، في محافظة السويداء، تارة بالترهيب وتارة بالترغيب.