(غرافيا) كمال السيقلي ..بقلم سلمان لمع

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
من التّيم هو، له مع الأرض حكايات، أعطى فأعطت، زرع فأنبتت، سقاها من القلب فأزهرت.. أكرم عليها،
تغاوت كروماً خضرَ المدى،
جانيات العناقيد ذهباً،
شلالات من ماسٍ تتلالى.
وبعد،
عرفته نهايات القرن الماضي، في حركة مجتمع ناشئ في ضهر الأحمر، شكّل القلب لمنطقة راشيا وملتقى أبناء قرى التيم التجاري والعملي، فكنت التقيه من وقت لآخر، مرة بكامل أناقة أعتادها، ومرات كثيرة بثياب عمل المزارع النَشِط الطالع لتوّه من تراب الارض، يحمل ذرات منها أوسمة ونياشينا..
وتمر الأيام، تحكي رجلاً من بلادي تنقّل بين لبنان والمهجر الكندي، لا بهدف هجرة فالرجل مشدود الى جذور غارسات في أرض أحبّ، أعطاها فكره وكل الجهد، يستزرعها كروما وعرائشْ.. بطرق حديثة، و”بتفكير علمي زراعي اقتصادي” فتغاوت عشرات الدونمات مساحات خضراء منتجة عطّاءة، وعناقيد عنب طيبة، فأنتج أصناف مميزة عديدة وذات جودة مختلفة، فيما يعرف ب “عنب المائدة” يقطف ويبرّد وبعدها الى أسواق تُقَدِّر.. فالعناقيد ذهبٌ، والذهب يستحق رفعة الأمكنة..
في زيارتي له منذ فترة، أصابتني الدهشة، هذا الرجل الذي بنى “إمبراطورية زراعية” يحدثك عن أصناف عنب، وعن تقنيات تعامل مع الارض، وعن اسم أبدع في عالم “الانتاج الكرمي” فصارت Saikali Farms رمزا لجودة طالعة من ربوع تيمٍ غالٍ عزيز..
والرجل مهتم جدا ببلدته، بأهلها، بمغتربيها، بأبنيتها التراثية، بصخرها وترابها والشجر، ناشطٌ يعمل بصمتِ الكبار، ترأسَ بلديتها لفترة، أعطاها من القلب، فازدانت مشاريعا رائدة وخدمات متعددة تحكي، في ظل واقع حكومي بائس نعيش..
أمّا،
ما لفتني وأمعن فيّي فرحاً، أن ابنه يدرس الهندسة الزراعية، وابنته تدرس أيضا ما له علاقة بالتطوير والتسويق الزراعي، وفي رحب زيارتي لبيته العامر، ورقي استقبال عائلته، حدّثتني ابنته الممتلئة حيويّة، عن ذاك “حبّ أرضٍ” زرعه الرجل.. إنه “البناء المواكب” مع تلك العلاقة الجدلية بين الأرض وإنسانها..
وقبل وبعد،
تطول الحكاية، تضيق المساحة المعطاة لي من “غرافيا” فأختصر..
من بلدة كفرمشكي المعتمرة تلّة، والمشرفة سهلاً، تحكي رحاب التّيم وتحدّث..
هو الصديق كمال السيقلي، “الكَرمَةُ التيميّة” الراسخة جذورا، والوارفة انتاجا وأفياء…
تحية من القلب Kamal Saikali

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى