جنوبية ـ بقلم الإعلامية جومانة كرم عياد

جنوبية ـ بقلم الإعلامية جومانة كرم عياد

جنوبية، نعم جنوبية من العصر الجيولوجي الأول حتى آخر شهيد على ثرى الجنوب الطاهر، جنوبية من شتلة التبغ حتى محراث والدي المصنوع من سنديان جبل عامل. جنوبيةٌ من القاسمية حتى مصبه في البحر، ومن قلعة شقيف حتى تفاصيل أرض الجنوب الشهيد الحي.

من المالكية حتى القرى الممتلئة بالزيتون والزيزفون.

إنها أرضي المصنوعة من أجساد أهلي، فلن ترى حفنة تراب جنوبية لم تُعطَّرْ بدماء جنوبيٍّ بطل. والأرض تُعرَف ملكيتها من أمواتها وتشابه الشجر والبشر.

جنوبية بجمالي الموهوب من الحقول التي لم تعبر بها فتاة إلاّ ووهبتها جمالها وقامتها الهيفاء وكحَلِ عيونها الحوراء.

العلاقة بين جنوبيتي وثرى الجنوب المعصوم عن الزلل أدركها الغاصب الصهيوني حين أراد ترجمة القاسمية إلى العبرية, وحين أراد أن يجعل قرانا تشبه سحنته الأجنبية. ولكن أرض الجنوب قالت: لا بأصوات رصاص أبنائها الغيارى الذين أقسموا على الولاء للجنوب، وعقدوا العزم أن تبقى قلعة شقيف شامخة وعالية وعصية على الغاصبين.

جنوبية بانتمائي للمالكية مهد الآباء والأجداد الخالدين بأعمالهم العظيمة التي وهبها الجنوب لهم. وسأبقى فخورة بانتمائي لذلك الأب الذي تجمعت في شخصيته كل صفات الجنوب الخالدة، تجمعت فيه مكارم الأخلاق التي ورثها كابراً عن كابر, وسأبقى فخورة بأني ولدتُ من امرأة بتولٍ مقدسة، قلبها يسع الدنيا بعطائه ووفائه ونقائه.

جنوبية أنا حتى النخاع الشوكي، وحين أموت سيعيد الجنوب صنعي لأعود ذرة من ترابه. أحب الجنوب حتى الامتلاء وأفخر بأنني جنوبية بنت جنوبي. أنا لا أرى جهة أخرى في هذه الدنيا إلا الجنوب. أينما يممتُ وجهي فثمة جنوب، وثمة أرض جنوبية تحفظ بنيها كما يحفظونها بالموت في سبيل صون عزتها وكرامتها. أنا لن أخلع الجنوب مهما حاول الغاصب. وسأبقى جنوبية في الحياة والممات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى