الحزب يُنهي مفخرة حانيتا
صدى وادي التيم-لبنانيات/
أفقد حزب الله «كيبوتس حانيتا» أحد أهم موارده الإستراتيجية إلى الأبد، بعدما خسرت المستوطنة واحداً من أهم المصانع الرائدة في مجال صناعة العدسات التي تستخدم في عمليات زراعة عدسات العيون في إسرائيل. إدارة مصنع «عدسات حانيتا» الذي كان يُشغّل 150 عاملاً إسرائيلياً، بينهم «أعضاء في الكيبوتس»، أعلنت أمس، وفقاً لصحيفة «إسرائيل اليوم» إقفاله نهائياً، وعدم نيتها إعادة افتتاحه حتى بعد الحرب.المصنع الذي يصّدر 90% من إنتاجه إلى خارج إسرائيل توقّف عن العمل في تشرين الأول الماضي عقب قرار الحكومة إخلاء المستوطنات المحاذية للشريط الحدودي مع لبنان. وبعد 42 عاماً من العمل الشاقّ طوّر خلالها اختصاصه في صناعة العدسات في قلب العيون، خصوصاً تلك المستخدمة في عمليات جراحة الساد (إعتام عدسة العين)، قرّرت الإدارة إنشاء مصنع جديد في منطقة «بارليف» الصناعية في مدينة «كرمئيل» في الجليل الأعلى، على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود اللبنانية، وأعلنت أنه لن يعود مجدداً إلى العمل في «حانيتا».
أُنشئت مستعمرة «حانيتا» في شمال فلسطين بين عامي 1936 و1939 ضمن مستوطنات «سور وبرج» الـ53، واشترى أرضها آنذاك رئيس اللجنة المركزية لـ«كاكال» (الصندوق القومي الإسرائيلي) يوسف سينيجليا، عبر وسيط لبناني. وانتحل سينجيليا صفة رجل دين مسيحي وادّعى أمام صاحب الأرض، المحامي الفلسطيني عضو بلدية حيفا في حينه جميل أبو أبيض، بأن الكنيسة ترغب في افتتاح دير في المنطقة. وقد أكّد سينيجليا هذه الرواية في ما بعد، مشيراً إلى أنه بعدما عرف الفلسطينيون بالخديعة، قتل ثوارٌ فلسطينيّون الوسيط اللبناني.
بعد أكثر من ثلاثة عقود على نجاح المشروع الصهيوني في إقامة «دولة إسرائيل»، ولدت فكرة إنشاء مصنع «عدسات حانيتا».
بعد نجاح المصنع في إنتاج العدسات الجديدة وتجربتها في العمليات الجراحية، شقّ طريقه إلى خارج إسرائيل، وبات من بين 60 شركة على مستوى العالم توفر مثل هذه العدسات، فيما استُخدمت منتجاته في 300 ألف عملية جراحية حول العالم.
كتب مقاومو حزب الله بدمائهم ونيرانهم الفصل الأخير من حكاية «مفخرة حانيتا»، ومنذ ستة أشهر، ترك سكان الكيبوتس، الذي استوطنه أجدادهم منذ 83 عاماً، «حانيتا» وحيدةً في مهبّ المقاومين.
المصدر: الأخبار