مأتم وطني حاشد لشهداء مجزرة النبطية
صدى وادي التيم-لبنانيات/
شيعت مدينة النبطية، في مأتم وطني وشعبي حاشد شهداء المجزرة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي وارتقى خلالها 7 من عائلة حسين برجاوي بغارة استهدفت منزله في المدينة، وذلك تلبية لدعوة من حركة امل، جمعية هونين الخيرية، اهالي مدينة النبطية، وبلدات النبطية الفوقا، السكسكية وعبا.
مراسم التشييع الرسمي انطلقت من بلدة عبا الى دير الزهراني حيث اقلت سيارات الاسعاف التابعة لكشافة الرسالة الاسلامية الجثامين وصولا في موكب سيار الى باحة النادي الحسيني لمدينة النبطية، وقد تولت عناصر الدفاع في كشافة الرسالة الاسلامية حمل الجثامين التي لفت بالاعلام اللبنانية على اكف المسعفين على ايقاع لحن الشهادة الذي عزفته الفرقة الموسيقية التابعة لكشافة الرسالة الاسلامية وصولا الى المنصة الرئيسية حيث وضعت نعوش الشهداء وهم: حسين احمد ضاهر برجاوي، زوجته أمل محمود عودة، وابنتيهما أماني وزينب، فاطمة احمد برجاوي، غدير عباس ترحيني، ومحمود علي عامر.
وحضر التشييع عضو كتلة “التنمية والتحرير” النيابية النائب هاني قبيسي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد ، النواب: ايوب حميد، امين شري ، حسن عبد الرحيم مراد ، اشرف بيضون، ناصر جابر، قبلان قبلان، النائب السابق محمد برجاوي، رئيس المكتب السياسي لحركة امل جميل حايك، عضو هيئة الرئاسة في الحركة خليل حمدان، مفتي وإمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، رئيس التيار الاسعدي المحامي معن الاسعد، المسؤول التنظيمي المركزي في حركة أمل يوسف جابر، المسؤول التنظيمي في اقليم الجنوب نضال حطيط وأعضاء قيادة الاقليم وعدد من اعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفيذية والمجلس الاستشاري في الحركة، قيادة كشافة الرسالة الاسلامية، وفد من حزب الله، ممثلون عن الاحزاب والقوى السياسية، رئيس بلدية النبطية احمد كحيل، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، رئيس واعضاء جمعية هونين الخيرية، ممثل نقابة المحامين في لبنان المحامي شوقي شريم ، وفعاليات بلدية وإختيارية واجتماعية وإقتصادية وكشفية ووفود من بلدات النبطية الفوقا، هونين، عبا والسكسكية ومختلف المناطق.
صادق
بداية، النشبد الوطني عزفته الفرقة الموسيقية لكشافة الرسالة الإسلامية، ثم ألقى مفتي وامام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق كلمة قال فيها: “هي النبطية المسكونة بحبّ الحسين أبي الشهداء: تبلسم اليوم بجراحه جراحاتها، وتستمطر من صبره جلَداً يُعينها على ألم الفراق، ومن سنا عليائه تلملم الضوء لدروب عزتها، ومن فم الخلود تردد نداءه الذي ملأ الأزمنة: “هيهات منا الذلة”، وان إمتزاج الدمّ على ثرى الجنوب بين المدنيّين الصامدين والمقاومين الأبطال بجناحيهم العزيزين أمل و حزب الله يؤكد إلتحام شعبنا وقوانا مع ثقافة المقاومة وإيمانه بها واحتضانهِ لها، كما ويؤكد بأن المقاومة هوية وعقيدة وقناعةٌ متجذرة، و ليست فصيلاً او حالةً او فريقاً يسهل عزله او هزيمته”.
أضاف: “أن الدمِ البريء الزكي الذي أريق ظلماً وعدواناً وهمجيةً بالأمس في النبطية في منزلٍ آمنً يضمّ أباً و خمسة نساءٍ وطفلين في عمر الرياحين هو فعلٌ يضيف الى سجلِ العدو الخالي إلا من الإجرام و المجازر وصمةً جديدةً ويُثبت تعمّدهُ وإمعانهُ في سحق كل المعاني الإنسانية والمواثيق والشرائع الدولية، فلا غرو حيال هذا الإجرام الصهيوني المتمادي على أهلنا و حرب الإبادة التي يمارسها في غزة، أن نزداد قناعةً و تشبثاً بخيار المقاومة سبيلاً و حيداً لصون وطننا و حفظ أمنهِ وتعزيز قوتهِ و لجم العدو الصهيوني عن مزيد من المجازر التي يقترفها اليوم وفي المستقبل”.
وتابع: “ان استجابة مقاومتنا لأستغاثة أهلنا في غزة ،بالحكمة و الشجاعة و البصيرة التي مارستها، تأتي من جهةٍ منسجمةً بوضوح مع قيمنا الدينية و آدابنا الأجتماعية والأخلاق الأنسانية في التعاطف مع المظلوم، وتُبرِزُ من جهة أخرى جهوزية المقاومة وشعب الجنوب لمواجهة أيّ اعتداء محتملٍ على أرض الوطن وترابه ولا يخفى على أحدٍ أطماع العدوّ في أرضهِ ومياهه، وأجزاءٌ منها لا زالت تحت سيطرته، تفضحُ هذه الأطماع ـ وهو ما يجدر بكل اللبنانيين الذين يهمهم سلامة لبنان وسيادته التنبّه إليه. تفضحها توراتهم المزيّفة (تحديداً سِفر التثنية الإصحاح الحادي عشر) الذي يدخل لبنان نصّاً في خارطة دولتهم المزعومة”.
ولفت صادق الى إن “وراء الحرب المسعورة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزّة، واعتداءاته الحاقدة على جنوب لبنان تحكي بربرية هذا الكيان ومدى تعطشهِ لإراقة الدماء، يُغريه على ذلك الدعم اللا محدود بالمال والسلاح والذخيرة والإعلام والضغط السياسي الذي تزوده بها الحكومات الغربية على غير إرادة غالبية شعوبها، على رأس تلك الدول الولايات المتحدة الأميركية وسيف الفيتو الذي تقتل فيه فرص السلام، وأخيراً “فيتو” وقف إطلاق النار الجهنمية في غزّة ضد كامل دول العالم تقريباً التي صوتت لصالحه، لكنّ قانون الحياة وحكايا التاريخ على امتداده تؤكّد أن الحقّ هو المنتصر في نهاية الطريق وأن الكلمة الأخيرة تكتبها الشعوب المناضلة وإن غلَت التضحيات. الحبّ لله ثمّ الحبّ للوطن حكاية الناس في الدنيا وفي الزمن”.
وختم: “تحيّةً لمقاومينا الأبطال المرابضين على حدود الوطن والشرفِ والكرامة، تحيةً الى المقاومة الديبلوماسية التي هي عينُ المقاومة المسلّحة وترجمانها، وتحيّةً محبّة وإكبار وفخار الى شعبنا الصابر الصامد الراسخ رسوخ هضاب جبل عامل الشامخة والمتجذّر عميقاً في ترابه تجذّر سنديانه وزيتونات كرومه العتيقة، مِن تضحيات الشهداء بدورنا الساطعة وزنابقنا الفواحة، من أكفّ أطفالنا المحنّاة بدم البراءة، من زنود مقاومينا السمراء، من فيض القيم الأنسانية السامية في نصرة المظلوم سيبزغ حتماً فجرُ الانتصار.
بعد ذلك ام الشيخ صادق الصلاة على الجثامين في قاعة النادي الحسيني في النبطية، لتنقل بعدها وتوارى في بلدتي النبطية الفوقا والسكسكية.