ما اضيق العيش لولا فسحة الحب…بقلم الاعلامية فرح عامر

صدى وادي التيم-راي حر باقلامكم/

هو ذلك الشيء الذي يُشعِرك أن الأرضَ باتت صغيرة جداً عليك، فيجبرك عمداً على خلق عالمٍ جديدٍ خاص بك فقط، عالمٌ يمكنك من الغوص في أعماقك وإكتشافها والولوج إلى حيث لم تعلم سابقاً انه موجود بداخلك.
هو الشيء الذي يُصغِر حجمَ وقيمةَ أي شيء سواه، يشعرك أن أي احساس آخر بات صغيرا جداً، أي مكان بات مزدحماً وليس مناسباً لنشوة الشعور، أي مشكلة باتت ضئيلة جداً لدرجة أنك تعجز حتى عن ملاحظة وجودها.
هو ذلك القوي المُجتاح الجريء الذي يجلس على عرش وجودك ويدفعك إلى القيام بكل الاستثناءات والتنازلات لتحافظ على العرش لانه يغدو مرتبطاً بوجودك.
هو كلمة مختصرة جداً، ليست سوى حرفين إثنين، لكنها تختصر في ثناياها كُل أحاسيس الدنيا، كل القيم الإنسانية، كل العطاء والتضحية، كل الشغف والنشوة والجنون الراقي.
هو الكلمة التي مهما بحثنا عم معناها في المعاجم لن يسعفنا أي تعريف عنها حين نعيشُها، لن نكتفي بالوصف مهما كان عميقاً، ولن نتوقف عند القسم مهما كان صادقاً.
هو ذلك السقم الذي إن أصابك رفضت أن تتداوى وتشفى.
هو ذلك الوجع الذي تفضله على أية راحة.
هو تلك الخطيئة التي لن يوقفك إيمانك عن القيام بها.
هو ذلك الفرح بعد أطنان أحزان عايشتها، يأتيك ليؤكد أنه ما زال في الدنيا ما يستحق أن تستيقظ صباحاً لتعيشه، لتختبره، لتشعره، ولكي تلف روحك برداء الشغف الدافئ الذي تعجز حتى الشمس عن إعطاءك حرارة مماثله له!
بإختصارٍ لا يمكن إختصاره…
هو الحبّ!
وما أضيقَ العيشَ لولا فسحة الحبِّ !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى