دمْج النازحين في العمق المسيحي
صدى وادي التيم-لبنانيات/
من يمرّ في منطقة كفرحلدا وبساتين العصي وسهل بيت شلالا يظنّ نفسه في عرسال أو وادي خالد أو أي منطقة حدودية إستقبلت العدد الأكبر من النازحين… وربما في مدينة سورية! لكن في الحقيقة هناك بلدات في عمق الشمال وجبل لبنان باتت أعداد النازحين فيها تتخطى بأضعاف مضاعفة عدد الأهالي حتى أصبحوا هم من يملكون القوة الإقتصادية والديموغرافية والوجود على الأرض، ويشعر الأهالي بأنهم غرباء في أرضهم.
إذا كانت عرسال تؤوي نحو 70 ألف نازح ويُقدّر عدد المواطنين فيها بنحو 40000 لبناني، فهناك منطقة في وسط البترون، يقطنها نحو 500 لبناني بشكل دائم بينما يتخطى عدد النازحين فيها الـ4000 نازح.
تقع المنطقة الجغرافية الممتدة من بساتين العصي وكفرحلدا إلى بيت شلالا في وسط البترون الأعلى، وتربط منطقة تنورين بالوسط والساحل البتروني وبقضاء الكورة، وتعتبر منطقة استراتيجية بكل المقاييس، وتضمّ سهل كفرحلدا وبيت شلالا.
أيام الحرب لم يستطع الجيش السوري إخضاع هذه المنطقة، وكانت ضمن المناطق الشرقية المحرّرة وفُصلت عن ساحل البترون والشمال، وبدأ الدخول السوري إليها بعد الحرب كعمّال زراعة وباطون. وقبل عام 2011 كان وجود اليد العاملة مضبوطاً، وكل من يملك قطعة أرض يكفل السوريين الذين يعملون في أرضه.
تغيّر الوضع بعد اندلاع الحرب السورية، يومها امتلأت الخيم في السهل بالنازحين، وبدأت مرحلة تأجير المنازل للسوريين، كما أنّ عدداً من أهالي المنطقة والبلدات المجاورة شيّد منازل من أجل تأجيرها، ولامس عدد النازحين الـ4000 نازح وفق تقديرات رسمية.
والغريب في الأمر أنّ النزوح إلى هذه المنطقة لم يقتصر على أهالي المناطق القريبة من الحدود، بل وصلها سوريون من حلب وإدلب، وهؤلاء لاقوا دعم المنظمات الدولية التي ساندتهم للبقاء.
المصدر: نداء الوطن_ألان سركيس