حركة النضال اللبناني العربي في لقاء تضامني مع فلسطين والمقاومة في راشيا الوادي

صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /

بدعوة من نائب أمين عام حركة النضال اللبناني العربي الاستاذ طارق بك الداوود عقد في راشيا الوادي لقاء تضامني مع الشعب الفلسطيني والمقاومة  في لبنان وفلسطين بخضور حشد من رجال الدين والفعاليات والمناصرين .

وفي كلمة لطارق بك الداوود قال

من جبل العرب سلطان باشا الأطرش الذي قاد الثورة السورية الكبرى إلى حلوة الشيخ نسيب بك الداوود الذي شارك في الثورة فكانت حلوة مقرّاً للثوّار الذين خاضوا معركة على أرضها ثم انطلقوا لخوض معركة الفالوج المنتصرة، حيث كان نسيب بك الداوود يستعد لملاقاة سلطان باشا الأطرش في جبل العرب.

إلى الأمير مجيد أرسلان الذي كان أبرز أبطال الإستقلال حيث لعب سليم بك الداوود دوراً هاماً في التنسيق بين حكومة بشامون والزعماء المعتقلين في قلعة راشيا. هذه القلعة الشاهدة على بطولات أبناء المنطقة وتضحياتهم بحيث استشهد خلال ثورة 1925 حوالي مئة وعشرين من خيرة مشايخها وأبنائها، فعمّدت دماؤهم كل حجر من حجارة هذه القلعة العصيّة على المستعمر.

فهذه مآثر بني معروف على مرّ التاريخ في مقاومة المحتل، والدفاع عن الأرض والعرض، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم…

لكن البعض يجهل التاريخ أو يتناسىاه، ويحاول تزوير الوقائع، ويتقصّد إلغاء حقبة مشرّفة من تاريخ راشيا الذي سجّل لهؤلاء الشهداء والقادة المقاومين تضحياتهم وبطولاتهم التي حقّقت الإستقلال الحقيقي.

ولهؤلاء نسأل: أي معنى للإحتفال بالإستقلال في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية والعديد من المراكز الحيوية في الدولة، وفي ظل الفساد المستشري في المؤسسات العامة، وفي غياب قانون يعيد للمودعين أموالهم، وللموظفين والعاملين حقّهم في العيش الكريم والإستشفاء وغيرها…

إن الإحتفال الحقيقي بالإستقلال يكمن في مناصرة أهلنا في فلسطين المحتلّة والتضامن معهم في مواجهة المجازر الوحشية التي ترتكب بحقّهم.

إنَّ الواقعَ الأليمَ الذي تواجهُه المنطقة، والحربَ الضروسَ التي يَشنُّها العدو الصهيوني ضدَّ أهلِنا في فلسطينَ المحتلّة، أثبتَ تواطؤ أميركا ومعها الدولِ الأوروبية التي تتغنّى بالديموقراطية والدفاعِ عن حقوقِ الأنسان بينما هي تقفُ مع الباطلِ ضدَّ الحق، وتدافعُ عن المعتدي المجرم المحتل ضدَّ صاحب الأرض. كما أثبتَ أنَّ منظمة الأممَ المتحدة ما هي إلا منظمةً لتشريعِ قتلِ الأبرياءِ من أطفال ونساء وشيوخ، وتدميرِ المستشفيات وإبادةِ الشعوب. لقد تبيّنَ للعالمِ أجمع أنَّ هذه الدول ما هي ألا وحشٌ استعماريٌ لا يعرفُ الإنسانيةَ بل يُكرِّسُ مبدأ العنصرية والإجرامِ والقتل، ويُشرِّعُ حمايةَ القاتلِ وجلدَ الضحية ولا يميّز بين مدني وعسكري، بين طفل وشيخ. وهذا لم يكن لينجحَ لولا تخاذلِ غالبيةِ الأنظمة العربية وصمتِها المُخزي إزاءَ المذبحة والإبادة الجماعية لأهلنا في غزة. فإلى متى سيبقى الإستنكار هو سيد الموقف الوحيد.

باسم هذه العمامات البيضاء الطاهرة وباسم المناضلين الشرفاء في منطقة راشيا، نجدّد موقفنا الثابت على مرّ التاريخ بالنضال والمقاومة، نشدّ على أيادي أطفال فلسطين ونسائها ومجاهديها الأبطال، الذين يسطّرون ملاحم العزة والكرامة، ويدافعون بشراسةٍ عن أرضِهِم وعِرضِهم ومقدّساتهم، ويصنعون بدمائهم تاريخ هذه الأمة، وبإيمانهم بقضيتهم وتشبّثهم بحقّهم، أعادوا إِحياءَ القضيةَ الفلسطينية في ضميرِ العالم، وأسقطَوا حُلمَ التطبيعِ، وهزموا هذا العدو الهمجي الفاقد لأدنى مستويات الحس الإنساني. فألف تحية لهذا الشعب العظيم الذي اجتمعت لإبادته كل دول الغرب المستكبرة الوحشية، والتي تحاول بسلاحها الفتّاك وبوحشية لا مثيل لها، أن تصنع نصراً من خلال ارتكاب أبشع المجازر وقتل الأطفال والنساء العزّل عبر تدمير المستشفيات والمدارس وغيرها.

أما مقاومتنا الشريفة في لبنان، التي صنعت العزّة والنصر عام 2000، وكسرت عام 2006 مقولة الجيش الذي لا يُقهَر، أصبحت اليوم تفرض قواعد الحرب والمواجهة وتملك قرار الحرب والمبادرة، وبات العدو الصهيوني يستجدي حلفاءه للضغط عليها خوفاً من الإنجرار إلى حرب شاملة.

فتحية لكل شهيد روى أرض الوطن بدمائه الزكية، ولا ننسى الشهداء المدنيين وآخرهم الإعلاميين الشهيدين فرح عمر وربيع المعماري اللذين استهدفهما العدو الصهيوني في طير حرفا، فانضمّا إلى قافلة الشهداء الأبرار. إننا إذ نتقدّم بأسمى مشاعر التعزية من عائلتيهما وذويهما ومن الصديق الأستاذ غسان بن جدّو ولكافة العاملين في قناة الميادين ومن الجسم الإعلامي، ومن عوائل الشهداء الذين قدّموا أرواحهم قرباناً على مذبح الوطن، وفداءً له وللأمة.

مشايخنا الأجلاء، أيها الإخوة

كم نحن بحاجة إلى صحوة ضمير لدى غالبية الحكّام العرب علّهم يستفيقون من غيبوبتهم، فيقومون ولو بالحد الأدنى من واجبهم الإنساني والطبيعي تجاه أهلنا في فلسطين المحتلّة، ويعملون على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، رأفة بأهلها وأطفالها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى