مدرسة مار جرجس- القليعة أحتفلت بذكرى مرور 60 عاماً على تأسيس المدرسة في البلدة
احتفلت مدرسة مار جرجس- القليعة بإدارة راهبات مار يوسف دو ليون بمرور 60 عاماً على تأسيس المدرسة في البلدة و بتخريج طلابها ،ترأست الحفل المسؤولة الاقليمية لراهبات مار يوسف دو ليون في لبنان الاخت كريستينا سلامة، بحضور رئيسة جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية السيدة مارلين اسعد حردان، رئيس بلدية القليعة السيد حنا خوري، مديرة ثانوية راهبات القلبين الاقدسين في مرجعيون الأخت لبيبة مبارك، مدير مدرسة مرجعيون الوطنية الاستاذ عماد خوري، مديرة المدرسة الاخت ريموندا سعادة، وعدد من فعاليات المنطقة والمخاتير، والآباء والراهبات، ضباط من الكتيبة الاسبانية في اليونييفل، مدير مؤسسة الرؤية العالمية في الجنوب الاستاذ حنا سويدان، ممثلين عن جمعية Avsi والجسم التعليمي والاداري في المدرسة وأهالي الخريجين.
وبعد النشيد الوطني قدم تلامذة الصف السادس مشهداً من مسرحية” يا بياع الخواتم” للأخوين الرحباني، ثم قدم الصف الرابع والخامس والسادس الاساسي لوحات فنية غنائية متنوعة ورقصات ابدعوا فيها واحبها الحضور وتفاعل معها .
وتخلل الاحتفال كلمات القاها ثلاث طلاب باسم المتخرجين باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانكليزية ثم القت مديرة المدرسة الاخت ريموندا سعادة كلمة بالمناسبة جاءت فيها:
“يشرفنا ويسعدنا أن نرحب بكم في مدرستنا لنحتفل معا بستون سنة على تأسيس مدرسة مار جرجس في القليعة على يد راهبات مار يوسف دي ليون، إنه لقاء تجتمع فيه مشاعر الفرح والإمتنان. إنه شعور فخر وإعتزاز لراهبات من جنسيات مختلفة كن يتمتعنّ بالكثير من الجرأة وروح المغامرة ليصلن إلى الجنوب لبنان، في منطقة رفض الكثير أن يلبوا رسالتها، ليعشن إلى جانب العائلات الفقيرة، لينهضن بالمرأة والعائلة. وما أسعدنا وبخاصة نحن الأجيال الجديدة عندما نسمع أخبار هذه المغامرات وتأثيرها على نمو المرأة وتعزيز التعليم والتربية على المبادئ الإنسانية والأخلاقية. ولا بدّ هنا أن نتذكر راهبات عشن الحرب والسلم، عشن الفرح والألم إلى جانبكم ليبقى الجنوب الصامد بخاصة ألاخت لويز ماري الحلو وماري فرنسواز مطر اللواتي سبقونا إلى دنيا الحق وما زال ذكراهم حاضراً فيما بيننا.
وأضافت :” نعم نحن اليوم نحتفل بهذه المؤسسة التي كانت دوماً ملجأ لكل أهالي المنطقة كأرض خصبة لترسيخ التواصل والرجاء وبناء مجتمعٍ تسوده المحبة والأخلاق وقبول الآخر.”
وتوجهت للحضور بالقول ” أيها الحفل الكريم، من فعاليات وأهالي وأصدقاء وبخاصة حضرة المونسنيور منصور الحكيم الذي كان بجانبنا طيلة هذه المسيرة، مؤسستنا اليوم تشكر ثقتكم ووفائكم طيلة هذه السنوات.
معاً استطعنا أن نبني ونقاوم ونتخطى كلّ الصعوبات، استطعنا تخطي الحرب والشائعات وحتى المنفاسات الرخيصة، ولكن للأسف الأوضاع الإقتصادية أوقفتنا. ”
واستطردت” نثق أن البذار التي نثرت خلال هذه السنوات ستثمر الكثير من النعم والنجاحات على مجتمعنا الجنوبي وحتى لبناننا العزيز.
هنا لا بد أيضا أن نقف وقفة إجلال وتقدير لهيئة تعليمية تعلمت منها ومعها الكثير، صحيح أننا لا ندعي الكمال وحاشى، وكلّ منا يعي جيداً نقاط قوته ونقاط ضعفه، ولكن اسمح لنفسي أن أشهد لكلّ فرد من أفراد هذه العائلة على إخلاصه في عمله، ومتابعته الدقيقة لكّل طالب في صفه. كلّنا يعلم ان المعلومات والمناهج التعليمية نستطيع اليوم الحصول عليها من مصادر عدة ولكن ما يميز كلّ منهم أنهم يقدمون هذه المناهج حسب حاجات طلابهم، بنظرة تربوية إنسانية وحتى أخلاقية .”
وتوجهت للطلاب بالقول” اننا حاولنا جميعاً في مدرستكم أن نقدّم لكم مجموعة من القيم ، لذا نتمنى عليكم أن تحفظوها وتعيشوا من خلالها عشتم وتربيتم في بيوتكم وفي هذه المدرسة على روح الوحدة، والإيمان بالله وبالانسان حافظوا على روح الأخوة التي تربيتم عليها تمسكوا بروح الإنفتاح احملوا راية القيم والعلم ومحبة الوطن فوق كلّ راية. لا تنسوا ما زلتم في بداية الطريق ابحثوا عن النجاح والسعادة في الطرق السليمة.”
واختتمت :” ومن الواجب ان نشكر الله سبحانه وتعالى الذي قادنا في هذه الرسالة وأفاض علينا جميعاً الكثير من النعم والبركات، شاكرين جميع الذين قدموا المساندة والتوجيه والمتابعة اللازمة وبذلك نكون قد حققنا معاً والحمدلله نتائج جيدة ونسعى ونأمل لكلّ منكم المزيد من الإزدهار والنجاح ونعدكم أننا حاضرات دائما إلى جانبكم بطرق مختلفة وانواع شتى.”
والقت السيدة جانيت سعادة كلمة مؤثرة بإسم لجنة الاهل جاءت فيها:
“بين عميق الأمنيات وكثير من المحبة تنساب التحيات الصادقة ,, مزيجاً رائعاً من الحب والإخلاص والتقدير.
مدرستنا الغالية براهباتها واساتذتها الاحباء.
صال وجال قلمي بين كل الحكايات والأساطير،إلى كل البلدان والأقطار,
ناثراً حبرهـا على الورق، ليخط لكم أصدق أنواع الأحاسيس والمشاعر..
وها هي قد مرت السنين، وانتهت.
60 سنة! فنشعر ونحن نقلب الذكريات معكم انها كانت ايام معدودة، وها هي قد مضت سريعاً ولم يبقى منها سوى بقايا لطعم الدموع المنهمرة …”
وتوجهت الى مديرة المدرسة الاخت سعادة وقالت:
“كانت أيام قصيرة وسويعات قليلة ولكنها تعطرت بوجودك معنا في بلدة القليعة، وبحضوركِ بيننا في كل مناسباتنا الحزينة والفرحة، وتزينت بابتسامتك الرقيقة الصادقة.
كانت ايامنا جميلة بكِ…. بحبك.. بتفانيكِ.. وبإخلاصكِ… بروحكِ الطيبة التي رفرفت علينا.
فأنت الأم المعلمة التي وهبت وأعطت دون مقابل، ولا أجد كلمة في معجم اللغات ولا في سطور الكتب تستحق شرف الارتقاء لشكرك على كل ما فعلت من اجل ابناءنا وشبابنا وكبارنا وبلدتنا الحبيبة.
فتقبلي منا كأهل أغلى الأمنيات وأرق التحيات واسمى آيات الحب والامتنان.”
اما الى المعلمات فقالت:
“إلى الشمعة التي تحترق لتضيء الدرب للآخرين، إلى الزهرة التي تذبل مع الزمن لتجعل غيرها من البراعم تنمو وتتفتح، وتأخذ دورها في الحياة… إلى من تعبت وضحت، وحبت وأبت أن تتخلى عن اي ولد من اولادنا، هادئين كانوا ام اشقياء…. لن ننسى في يوم من الأيام أفاضلها، ولا كلمات الإرشاد والتوجيه والتشجيع التي زرعتها في كيان اطفالنا. إليها كل الاحترام والتقدير والحب والامتنان بكل ما تفضلت به عبر أعوام الدراسة.”
كما وتوجهت بكلمة الى الى راهبات مار يوسف جاءت فيها:
“أيتها الفاضلات…ماذا أكتب؟؟، وكيف أصفكن؟؟لأنني لو أردت أن أكتب.. لكان يجب علي أن أصفكن بقدركن الحقيقية، ولكني ارى نفسي الان أقف عاجزة أمام حضرتكن بكل ما تمثلن من عطاء وتضحية وهيبة وشموخ وتفانٍ ورسالة سماوية… فلا نستطيع الصمود ولا يسعنا إلا ان نقف إجلالاً واحتراماً، اعترافاً بجميلكن وحسن صنعكن خلال كل السنين التي مضت الى اليوم…فكل إنسان في هذه البلدة او في البلدات المجاورة يقر بفضلكن، ولا يستطيع النكران كم جهدتن أنفسكن لتكونوا قدوة يحتذا بها، وكم من الأجيال قد ربيتن وعلمتن وخرّجتن…. وهم اليوم دكاترة ومهندسين ومحاميين واساتذة وآباء وأمهات او ربما اصبحوا جد وجدة..”
وإختتمت “وكم من الأعباء الكثيرة التي ألقيت على عاتقكن في زمن الحرب والسلم على السواء ، ففي كل خطة تطويرية لقد كنتن محط أنظار التربويين في كل زمان ومكان، لأن المجد للأمة لم يكن ليكون إلا من خلالكن .”
وأنهت كلمتها بالتوجه الى المتخرجين بالقول، ” ادعوكم اليوم الى “الاستمرار في حياتكم بثبات.. على طرق صالحة وسليمة.. متسلحين بالاخلاق الحميدة والسلوك الحسن الذي عملنا سوياً كأهل وكمدرسة على اعطائكم اياهم، لكي تعطوا ثماراً كثيرة. واشدد على دوركم في بناء المستقبل. ”
واختتمت :”اوصيكم بالحفاظ على لبنان ، ارضكم، تاريخكم، عنفوانكم وعزتكم وكرامتكم.”
واختتمت “ينطلق كل واحد منكم الى ميناء جديد وهناك تحديات كثيرة وكبيرة، وربما متطلبات جديدة عليكم، ولكن بالايمان الكبير باستطاعتكم ان تتخطوا كل العوائق، لان التصميم والارادة هما اللذان يحققان الحلم. ونحن لدينا كامل الثقة فيكم بالنجاح وبرفع رأسنا بإنجاذاتكم الاكاديمية والعلمية والاخلاقية سواء.”
واختتم اللقاء بتوزيع الشهادات والهدايا الرمزية على الطلاب والاحتفال بنخب المناسبة.
الين سمعان