إقفال مكبّ كفرتبنيت للمرّة الثانية

 

صدى واادي التيم-لبنانيات/

يعاني أهالي دير ميماس والقليعة وكفركلا ودبين وجديدة مرجعيون الأمرّين جرّاء السموم التي تأتيهم من حرق النفايات في مكب كفرتبنيت، فتدخل روائحها منازلهم، وتهدد صحتهم وصحة أولادهم.

حياة أكثر من 20 ألف نسمة مهددة بسبب حرق النفايات في المكب الأشهر في منطقة النبطية، فهو يقع على تخوم نهر الليطاني، قبالة قرى مرجعيون. لطالما تسبب المكب بحالة «رعب وقلق» للأهالي، الذين طالبوا مراراً وتكراراً بإقفاله، نظراً للضرر البيئي الذي يتركه، جرّاء إشتعاله المتكرر.

عام 2021 أصدر قاضي الأمور المستعجلة في النبطية أحمد مزهر قراراً قضى بإقفال المكب بالشمع الأحمر، وتغريم البلدية مبلغ 50 مليون ليرة عن كل يوم تأخير، غير أنّ القرار لم يدخل حيّز التنفيذ، كونه واصل استقبال نفايات المنطقة، ضمن «تجارة» النفايات التي نشطت خلال الأزمة وما زالت، حسبما تقول المصادر حيث يتمّ تقاضي مليون ليرة عن كل شاحنة نفايات تدخل المكب.

وتلفت المصادر إلى أنّ «المكب لم يقفل يوماً، ويعمل بشكل طبيعي»، وجاء حرق النفايات ليفضح البلدية التي تعتمد في جزء من إيرادات البلدية كما تقول المصادر، على هذه «التجارة»، ما دفع بالقاضي مزهر وبناء على دعوى مقدمة من المحامي شربل أبو حمد إلى اقفاله بالشمع الأحمر للمرة الثانية على التوالي. فهل يطبق القرار أم يتم التذاكي عليه للمرة الثانية أيضاً؟

تبعاً لرئيس بلدية كفرتبنيت فؤاد ياسين فإنّه تم اقفال المكب، ويجري البحث عن موقع آخر لرمي نفايات البلدة، داحضاً المزاعم التي تتحدث عن تهريب للنفايات إليه، مشيراً إلى أنّه يستقبل نفايات كفرتبينت والنبطية الفوقا فقط، معتبراً أنّ الحريق حصل بسبب الهواء، وأنّه لا يشهد أعمال ردم بل هو مكب للنفايات يفوق عمره الـ20 عاماً.

«صحتنا في خطر»، هذا ما يقوله مختار بلدة القليعة جوزف سلامة في معرض إشارته لحجم الضرر الذي تتعرض له قرى مرجعيون، مستغرباً كيف «أن المكب يعمل فيما يفترض أنّه مقفل!».

لطالما شكلت المكبات العشوائية قنابل موقوتة بين القرى. في قرى النبطية وحدها يوجد أكثر من 20 مكباً عشوائياً، الأشهر بينها مكبّا كفرتبنيت والكفور، إذ يشكلان علامة فارقة في تجارة النفايات، لكونهما يستقبلان نفايات القرى والبلدات المجاورة بأسعار خيالية.

لا يتردد المختار سلامة بالقول إنّ «ما يحصل خطير جداً، نشعر وكأننا نعيش داخل المكب، جرّاء الدُّخَان السام، ما نخشاه هو حصول انفجار شعبي من تزايد حجم الروائح المستمرة، التي تزيد من حالات السرطان، الربو والحساسية»، معقباً أنّ «حرق النفايات يؤدي إلى تهجير متعمّد للناس عن منازلها، وهذا غير مقبول، وعلى كل المعنيين التحرك، لوقف هذه المجزرة».

في كل مرة تُحرق النفايات في المكب، تعود الأزمة إلى الواجهة، التي باتت أشبه بقصة إبريق الزيت، لم تنفع الأزمة بالدفع نحو تحويل النفايات إلى كهرباء أو فرزها واستثمارها، فمعمل الفرز في وادي الكفور شاهد حي على حجم الكارثة، المعمل مقفل. لا شركة تجمع النفايات. والنتيجة، أزمة نفايات مستمرة، وتجارة قاتلة تنشط، وأمراض السرطان والربو تتزايد. ولكن هل تبقى سمسرات النفايات «شغّالة» مع قرار الإقفال الجديد؟

لمصدر: رمال جوني-صحيفة نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!