(غرافيا 51) محمود نوير … بقلم سلمان لمع
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /
من بلدة تتوسّد تلال خير، رحيبة بإنسانها، وزيتونها، وغابات سنديان.. تتوسّط مجموعة حواضر تيميّة تشدّ أزر بعضها، وتتعاضد.. ويرجّح باحثون أن أصل التسمية إغريقية (Messa) بمعنى الوسط، وهو الأقرب للحقيقة، لموقعها في وسط يربط قرى مجاورة ويتآلف…
من عائلة مكافحة، وبيت رجال، جاهدوا فكانوا.. وجعلوا من المثل الشعبي (بيت رجال ولا بيت مال) حقيقة ناصعة راسخة، واسألوا ناس البلدة وأرضها والشجر.. وفيافي المغتربات..
درس الرجل، وتابع علومه المهنية في الكهرباء، وعمل في مجالات كثيرة، وضرب سفراً، وتجارة، ومجاهدة، وعاد الى بلدته، مؤسساً معصرة حديثة للزيتون، ومصنعاً لانتاج حطب التدفئة من مخلفات عملية العصر، فأسهم مدماكاً صلباً في واقع بيئي، واقتصادي، واجتماعي، وبلدي..
وبعد،
عرفت الرجل ناشطاّ عملاً، تسعينات القرن الماضي، مفتتحاً في ضهر الاحمر معرضاً لبيع السيارات المستوردة من الخارج… فكان الانسان الواضح قبل ان يكون التاجر الناجح..
ومرّت الايام لنعود ونلتقي، حين تولّى مكتبي، منذ سنتين “إعادة تصميم وبناء” لفيلا تخصّ ابنه الصديق أيمن Ayman Mahmoud Noueir المغترب في رحاب برازيل (بالمناسبة تحية، واشتقنااا).. وإذ ذاك، وعن قرب عرفت الرجل أكثر، وتوطدت علاقة إنسانية راقية، فالرجل ناشط اجتماعي، واقتصادي، مشارك بفاعلية في مناسبات المنطقة، واثق الطلّة والحضور، ودوداً فيض إلفة، صادق الرأي حراً، لا يخشى كلمة سواء، ولا يهادن… وهو مختار بلدته، يتابع شؤونها وشجونها، مقدماً “خدمات المخترة” بمجانية مطلقة، وبقلب كبير، وبيت مفتوح.. وأهلا وسهلا..
وصداقتي التي تعمّقت بالرجل حدّ الأخوة، تصير شهادتي مجروحة، ولكنها حقيقة، فهو كريم النفس عزيزها، جريء في كلمة حق، صلب في مواجهة موقف… وكفى بذلك صفات قامات عنفوان.
وقبل وبعد،
هي بلدة شابات وشباب وضعوا الشمس في العيون، وبوابة حرية وتحرير، هي ميمس الزاهرة بناسها الطيبين، وبأهل لنا في رحبها، ورفاق وأصدقاء.
وهو “المختار” أبو أيمن محمود نوير، رجل الكلمة، والكلمة قدس الرجال.. والتّيم مقلع على الزمن عطّاء رجالات…
يبقى في السياق ان أوجه تحية محبة لابنه الاستاذ أمل Amal Noueir الرفيق، والصديق الصادق، وقد خبرته كلمة ورأيا سديدا..
وكلمة،
ذي “غرافيا” تحاول بتواضع الإضاءة، وتكبر بكم إذ تحاول.. ولذاكرة تيم غالٍ أكتب، تقبّل “التّيم العظيم” طاعة كتابتي.
.