رولا داغر حامد: لنزرع ثقتنا بتوازن في قلوب تستحقنا لا في قلوب جرداء تستنزفنا

صدى وادي التيم- راي حر بأقلامكم/

*الثقة مصطلح يصعب تحديده لأنه يبدو شيئاً لا يمكن ملاحظته إلا عندما تفتقده وفي علم الإجتماع تكون درجة الثقة هي معيار الإيمان والأمان بالآخر أو بالنفس.. فالثقة بالنفس هي ثقة الشخص بقدراته وإمكانياته وتوقعاته لأدائه إلى جانب تقييمه الذاتي لقدراته وتقوم الثقة بالنفس على أمرين : 1-الكفاءة الذاتية التي تتحقق عند اتقان الفرد للمهارات وتحقيق الأهداف الخاصة بها… 2-إحترام الذات أي تمكن الفرد من التعامل مع ما يواجهه في الحياة وإدراكه أن من حقه أن يكون سعيدًا… أما الثقة بالآخرين هي الإيمان القوي والراسخ بمصداقية وحقيقة شخص ما وامتلاكه القوة والقدرة على شيء ما،وهي من أهم الأمور في حياتنا اليومية وأساس العلاقات بجميع أشكالها وهي تدل على أن الثقة أمر حيوي في رد الفعل البشري اليومي والذي لديه القدرة على تفاعل وتعامل الفرد مع الآخرين… إن انعدام الثقة في الآخرين ينتهي بعدم القدرة في الحفاظ على العلاقات كذلك الثقة العمياء بالآخرين تؤدي إلى الكثير من خيبات الأمل… تقوم الثقة بشكل عام على ثلاثة مبادىء رئيسية: 1-عدم التأثر بهالة الآخرين حيث أن نجاح شخص في أمر ما لا يعني أنه جدير بالثقة… 2-إعطاء الثقة للأفراد بشكل فردي وليس جماعي أو كتصنيف بشري محدد… 3-الحكم على أفعال الشخص وليست أقواله لأن الأفعال تظهر مدى مصداقية الفرد وحقيقته… *للثقة وجهان إيجابي وسلبي: الثقة تجعل الفرد يعطي أكثر وأفضل تحت أي ضغط،كذلك يستطيع أن يؤثر على الآخرين بسهولة وتعزز لديه الروح القيادية ويشعر الفرد أن لوجوده مغزى وفائدة… إن التمتع بالثقة يجعل الفرد يخاف أقل ويخفض نسبة القلق الإجتماعي لديه يشعر بالامان والراحة ومن ناحية علمية يخف التوتر ونشاط الدماغ فيقوم بافراز هرمون الدوبامين او هرمون السعادة ويمنحه طاقة إيجابية تدفعه لتحقيق أحلامه الشخصية وطموحاته…وتجعله أكثر سعادة… لذلك عليك دائمًا أن تسعى لإكتساب الثقة بالذات حتى تتغلب على جميع المصاعب دون اللجوء إلى أحد وأن تدرب نفسك وتطورها وتحدد نقاط القوة والضعف لتواجه كل ما يدور حولك بالشكل السليم والمنطقي… أما الإفراط في الثقة بالآخرين يجلب المخاطر وكثيراً ما نجد خيبات الأمل في الثقة العمياء حيث تكون تلك الثقة عبارة عن علاقة وطيدة ومطلقة مبنية على الراحة التامة التي لا تجعل أي شك تجاه الآخر الموثوق به وهي من أخطر أنواع الثقة لأنها تؤدي إلى الإحساس بالخيبة الكبرى…وهناك الثقة القائمة على العلاقة الغير مستقرة يمكن أن تتحول إلى شك وخوف وتبنى على الحذر مما يجعل الشخص حريصًا بالتعامل مع الآخرين وقد تترتب عليه عواقب قد تكون متوقعة… ولا بد لنا من التنويه أنه مع تزايد عدد منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإتصال انتشرت ظاهرة الثقة بالآخرين إلكترونياً حيث أن التواصل الغير مرئي لا يمكّن المستخدم من التأكد من ردود الفعل الإجتماعية والإلكترونية التي يتشاركها المستخدم مع الآخرين إن كانت موثوقة أم لا… ففي بعض الأحيان يتم التلاعب بالثقة ومشاعر الآخرين وقد تؤدي إلى عواقب نفسية وخيمة على المستخدم…لذلك برزت الحاجة إلى إجراءات أمنية متقدمة تضمن أحكام ثقة صحيحة تقلل من خطر الإحتيال…. وهنا نؤكد على ضرورة تعزيز الثقة بالنفس قبل الآخرين وتطوير الذات بتحديد نقاط القوة الشخصية والإنجازات والتركيز على التفكير الإيجابي وبأنه يستطيع أن يفعل كل شيء والابتعاد عن العبارات السلبية… إن تحديد الأهداف وتحقيقها والاحتفال بإنجازها بشكل متكرر يحقق العديد من النجاحات ويحفز الفرد ويشعره بالرضا النفسي والذاتي مما يزيد من احترامه لنفسه وقدراته… أخيراً : الثقة بالآخرين ضرورة…لكنها ليست مطلقة… ثق بالآخرين وتذكر دائمًا أن الشخص المناسب الذي يستحق ثقتك هو ” أنت”…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى