(غرافيا) شوقي ابو لطيف ..بقلم سلمان لمع
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
حاضرة عامرة، تُطلّ من علياءِ تلالها، على رحبٍ سهلٍ لها، والتلالُ أمينةٌ، تُدركُ كيف تحتضنُ خصبَ السّهول..
أعطت قامات مضيئة في ميادين العلم والفلسفة وفي مدارج الطب والتكنولوجيا، وضرب رجالها في مستعصيات الهجرة فكانوا شمَمَ كفاحٍ ونجاحات.
من دوحة عائلية كريمة، ومن بيت رجال، أضاءَ علماً ومعرفة، في المغتربات تألقٌ، وفي مسارات التربية والتعليم، وفي الثقافة عطاءٌ زاخرٌ، أبحر الرجل، فصار..
وبعد،
عرفته في مدى حركة مجتمع، ودينامية حياة، واثق الحضور، ممتلئ المعرفة، ولجَِ عوالم الفلسفة النورانية، وسعى في ضياءات قامات حكيمة، مناقشاً، محاور الفكر، محللا له، مقترباً أكثر من تجليّات المعارف، فاصدر أكثر من كتاب في الفلسفة والعلوم الإنسانية منها:
(الاسلام والعولمة، دراسة في فكر الامام السيد موسى الصدر والمعلم كمال جنبلاط) و (فلسفة المنهج وإشكالية العقل والحدس عند بيرغسون)..
والرجل موسوعة علم وثقافة، كاتب امتلك لغته الخاصة، غاصت مفرداتها في أعماق اللغة، تكثيفَ دلالةٍ واستبيان… وهو محاضرٌ يملأ المكان ويضيء، وخطيب ترتقي بها منابر الكلمة الصادحة، وهو الأستاذ الجامعي العارف الذي تشهد له ثقة طلابه غزارة معرفة وعمق تحليل وفيض عطاء..
والرجل عاشق للحرية، أدرك كنَهَ تلازمها مع الوعي فعمل لها، وارتقى بها في حياة اجتماعية راقية العلاقة، متميزة الأداء، شبكت بين العقل والعلم فكان الناشط، الحاضر في مجالس المجتمع ومنتدياته..
وقبل وبعد،
هي عين الحياء، هي بلدة عيحا، حاضرة في عمق جغرافيا التيم وتاريخه، تكبر برجالاتها الميامين، وتشع بضياء توحيد مشايخها، وقد تشرّفَت باستضافة “سيّدنا أبو المعالي” فتعالت.. وما تزال..
وهو الموسوعة الفكرية التي تضيق بها “غرافيا” ومساحتها الفايسبوكية المحدودة، ولكنها محاولة، وشرف الكتابة أن ترضي العلى..
هو رحب فكر، وقامة إنسانية ،وضياء معرفة.. هو الصديق الدكتور شوقي ابو لطيف..
وكلمة،
إن قصّرت لغتي، لها، من كرمكم صديقي، عذراً، ومن واسع محبتكم، رحبَ قبول..
نفخر بكم، ويكبر التيم بعطائكم، قامة إنسانية في صيرورة زمان، وفي مندرجات قيم خير ومحبة وجمال، تموج في ثنايا الوادي الازهر الخصيب…
تحية من القلب وكل المحبة. شوقي ابو لطيف