النحل .. وحكمة شيخ..(عن المرحوم الشيخ أبو علي مهنا حسان)
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /
كان الشيخ الجليل التقي الديان المرحوم أبو علي مهنا حسان، شيخ خلوات البياضة ، رجل دين ودنيا !!!
فبالإضافة إلى تقواه ، وسداد رأيه ، كان يحيط بالأمور الحياتية لكي تبقى كلمته القول الفصل في الأمور الدنيوية
( القصة يرويها سلام الراسي ) :
… في أيام شبابي كنت أتعاطى تربية النحل ، وكنت ألتقي والشيخ أبو علي حول هذا الموضوع .
… وفي إحدى المجالسات أراد أن يمتحنني الشيخ بسؤالين ، فقال :
النحلة إذا لدغت إنساناً ماتت في الحال ، وإذا مسّ جناحها العسل علق به فلا تستطيع أن تفلت منه ، ولا تلبث أن تموت ، فما حكمة الله في هذا الشأن ؟!!
… وإذا كان الشيخ أبو علي يفترض أنني مع واسع علمي بتربية النحل ، كنت أجهل حكمة الله في خصائص مخلوقاته
ثم قال : النحلة لا تلدغ إلا دفاعا عن قفيرها ، فتموت في الحال شهيدة وطنها !!!
فلو سمحت لها العناية الإلهية أن تلدغ وتبقى حية ، لكان بإمكان قفير من النحل أن يهزم أكبر جيش من الرجال !!!
لذلك جعل الله موت النحلة رادعاً لها ، فلا تعتدي إلا على من إعتدى على قفيرها
… ثم أضاف الشيخ أبو علي ، لما كان العسل مادة شريفة طاهرة ( فيه شفاء للناس ) بإرادة الله تعالى ، ويجب أن يصان ، فلا يمسه حتى جناح النحلة التي جنته ، فقد يكون جناحها ملوثا والعسل يجب أن يكون طاهراً ، لذلك تحاذر كثيرا النحلة أن يمس جناحها العسل ، لئلا تعلق به فتموت ، وهذه حكمة إلهية سامية في دقة عملها !!!
… ثم إمتحنني بسؤال قال :
هل تعلم أن العسل الصافي إذا خزنته في وعاء نظيف لا يفسد مهما طال عليه الزمن ، ولماذا ؟
قلت : العلم عند الله وعند الشيخ أبو علي
قال الشيخ : لأن العسل مال حلال ، والحلال يدوم .. فالنحلة تجني العسل بتعبها ، ولا تؤذي الأزهار التي تتعامل معها ، بل بالعكس فإنها تنقل اللقاح من زهرة إلى زهرة ، فتنفع بمقدار ما تنتفع ، فيكون العسل مالاً حلالاً ، والمال الحلال يبقى ، والحرام يزول
… وعندما نهض الشيخ أبو علي مودعا أوصاني أن أكون مثل النحلة ، أنفع بمقدار ما أنتفع ، فيكون مالي مثل العسل حلالاً زلالاً فلا يفسد !!!
منبر اللقاء المعروفي