الصواريخ من لبنان وصافرات الإنذار تثير حالة هلع في الجليل وانعقاد الكابينيت الإسرائيلي في المساء
صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية/
بعد الرشقات الصاروخية من الساحل الجنوبي اللبناني نحو مستوطنات في الجليل، أعلن عن انعقاد المجلس الوزاري الأمني السياسي المصغر في إسرائيل هذا المساء، وسط حالة توتر متصاعد وتساؤلات هل تكتفي إسرائيل بقصفات مدفعية، وهل هي بداية تدهور أمني خطير سيقود إلى حرب.
وقال مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه يتابع عن كثب تطور الأحداث الأمنية في الشمال، وإنه يقوم بمشورات واتصالات هاتفية مع جهات عسكرية، قبيل انعقاد المجلس الأمني السياسي المصغر.
وفي أعقاب رشقة الصواريخ التي سُمع دويّها في كل الجليل، وأثارت حالة هلع في صفوف الإسرائيليين، الذين يحتفلون بعيد الفصح، اليوم الخميس، أعلنت جهات إسرائيلية رسمية أيضاً عن إصابة ثلاثة إسرائيليين بإصابات طفيفة، وعن إغلاق مطارات صغيرة ومنتزهات في منطقة الجليل. وأعلنت السلطات المحلية الإسرائيلية عن فتح الملاجئ العامة، ودعت الإسرائيليين على طول المنطقة الحدودية لدخول مواقع آمنة، والانصياع لتوجيهات قوات الأمن تحسّباً لتطورات في الحالة الأمنية الهشّة. وكانت رشقة الصواريخ غير المسبوقة، منذ سنوات (15 صاروخاً، سقط واحد منها في البحر، واعترضت القبة الحديدية بعضاً آخر منها، فيما سقطت بقيتها في مستوطنات ومناطق مفتوحة)، قد سقطت في المنطقة الممتدة بين مستوطنة شلومي وبلدة البقيعة.
ودعا رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست داني دانون لردّ غير متناسب على الصوارخ من لبنان، رافضاً انتقادات إعلامية إسرائيلية بأن اقتحام الأقصى كان عملاً مستفزاً زائداً.
من جهتها اعتبرت كرميلا منيشيه، المحللة العسكرية للإذاعة العبرية العامة، أن الصواريخ تأتي نتيجة حدث استثنائي ثمرة تقارب “ح زب ا ل له” و”ح م اس”، ومؤشراً على التقاء عدة جبهات وجهات، وبتنسيق إيراني، وسط محاولة استغلال الأحداث في الحرم القدسي الشريف، واستغلال الانقسامات الإسرائيلية الداخلية، التي يعتبرها أعداء إسرائيل دليلاً على ضعفها، وتبرر تجرؤهم الواضح في هذه الهجمة الصاروخية الخطيرة. وترجّح أيضاً أن لا تكتفي إسرائيل برد مدفعي فوري على مواقع لبنانية، وقالت إن المجلس الوزاري المصغر سيقرر طبيعة هذا الرد المتوقع، لكنها نوهّت أن حالة الاحتقان كانت قائمة، وسبق أن حذرت جهات إسرائيلية منها، ومن التصعيد في الجبهة الفلسطينية خاصة في رمضان.
ووجهت كرميلا انتقادات شبه مباشرة لجهات إسرائيلية سمحت باقتحام المستوطنين للأقصى ومحاولة تدنيسه بقرابين سبّبت حالة غليان فلسطينية وعربية، وتصب المزيد من الزيت وعيدان الثقاب على النار المشتعلة أصلاً.
وأشار بروفيسور عوزي رابي، خبير بشؤون لبنان و”ح زب ا ل له”، ورئيس مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، إلى التقارب بين “ح زب ا ل له” و”ح م اس”.
وتابع: “أنا أتحفظ من تسمية ما حصل بـ “صواريخ تضامنية”، لأن هذا مصطلح يقلل من خطورة الهجمة الصاروخية التي ينبغي رؤيتها ضمن صورة أوسع، بتنسيق إيراني، تعتبر أن إسرائيل في حالة تراجع وتفكّك”.
وقال إنه لا يمكن لأي جهة في لبنان إطلاق صواريخ على شمال البلاد دون ضوء أخضر من “ح زب ا ل له” مدعيّاً أن هناك رغبة بتفجير الأوضاع في عدة جبهات.
وتابع: “أتوقع أن ترد إسرائيل برد قوي جداً، وليس بالضرورة فوراً، ولكن ينبغي أن تكون ضربة تبدد الاعتقاد بأن إسرائيل ضعفت وتوضح للأعداء أن هذا مجرد وهم، لأنها ما زالت قوية ومقتدرة. إسرائيل أمام وضع صعب الآن لأن هناك من يحاول إشعال وتشبيك عدة جبهات”.
وتساءلت إذاعة جيش الاحتلال عمّا إذا كانت هناك علاقة بين وجود رئيس حركة “حماس” اسماعيل هنية في زيارة في لبنان وإطلاق هذه الصواريخ. ونوهت إلى أن منطقة صور مأهولة بالكثير من اللاجئين الفلسطينيين، ورجحت أن تكون منظمات فلسطينية، وربما “حماس” هي التي تقف خلف الهجمة الصاروخية، وليس “حزب الله” بالضرورة.
وتابعت: “لكن من غير المعقول أن يكون “ح زب الل ه” غير مطّلع سلفاً على القصف الصاروخي”.
يشار إلى أن آخر إطلاق صواريخ نحو الشمال وقع خلال 2021، عندما سقط نحو 20 صاروخاً في الجولان والجليل.
وقد جاءت الهجمة الأخيرة بعد ساعات من صواريخ أطلقت نحو إسرائيل من غزة.
(الناصرة- “القدس العربي”)